السلطة .. شاهد على العصر - النائب السابق محمد بخيت المعرع

mainThumb

22-07-2018 01:54 PM

استطاع الإسرائيليون الانفراد بالفلسطينيين بمؤتمر (مدريد),بعد أن كانوا ضمن وفد عربي مفاوض ,كما استطاعوا أن يوقعوا الفلسطينيين في مفاوضات وتفاهمات (أوسلو).حيث اعترف الفلسطينيون باسرائيل وأعلنوا التطبيع معها ووقف المقاومة المسلحة ، وفي المقابل لم تعترف اسرائيل بحقوق الفلسطينيين في أراضيهم ,وفي حق العوده وتقرير المصير للاجئين ,وفي حق اللاجئين تحت الاحتلال في الضفه الغربيه وغزه في العوده الى ديارهم .
 
كما لم توقف اسرائيل الاستيطان والاستيلاء على الاراضي وهدم منازل الفلسطينيين. وجعلت مهمة السلطة القيام بالادارة المدنية والخدمات وحفظ الامن ورفع هذه الامور عن كاهل اسرائيل .لقد دامت المفاوضات عشرات السنين,وكانت مفاوضات عبثية لإطالة الوقت والقيام بالاستيطان المستمر والاستيلاء على الأراضي في الضفة الغربية حول مدينة القدس ونابلس والخليل, وقطعت البلاد الى اوصال تتداخل فيها المستعمرات والمعسكرات.
 
وجاء قرار (ترمب) بنقل سفارة الولايات المتحدة الى القدس كعاصمة لإسرائيل ملتزماً بوعود قطعها للوبي اليهودي ولم يهتم للرأي العربي والدولي.وأخيراً جاء قانون الدولة اليهودية في تقرير المصير ليهود العالم بالعودة الى فلسطين, وان الاستيطان كرامة لليهود, وهذا القانون تأكيد على النظرة العنصرية للإسرائليين وفي عدم الاعتراف بحقوق الاخرين.
 
ولنعود قليلاً لتاريخ اليهود , حيث سجلوا في كتاب التوراة تاريخهم وأحداثهم على فترات , وقد خرجوا من مصر مضطهدين ,ودخلوا فلسطين بعد نزاع مع سكانها الكنعانيين. واعتبروها ارض الميعاد , لوجود الخيرات الزراعية والخصب فيها التي تماثل أرض مصر .لم يشكل اليهود دولة كبيره في فلسطين , بل شكلوا دويلات المدن ,في القدس دولة يهودا وفي نابلس دولة السامره , وكانتا متعاديتان .سباهم الآشوريون (نبوخذ نصر) عام 750 ق.م  الى بابل ,وأعادهم كورش الفارسي ,دخلوا في حكم اليونان السلوقيين في سوريا من 300 ق.م الى 30 ق.م ,حكم الرومان سوريا وفلسطين حتى الفتح الاسلامي, وقد طرد الرومان اليهود من فلسطين , ولما فتح المسلمون القدس, اشترط المفاوضون الروم عدم دخول اليهود اليها نهائياً.احتل الصليبيون الساحل السوري وفلسطين مدة مائتي عام ,وقد تواصلت ضدهم المعارك والغارات , وأهمها معركة حطين بين صلاح الدين والصليبيين وانتصر فيها المسلمون, ثم  جاءت معارك المماليك مع الصليبيين حتى  اخرجوهم من سوريا وفلسطين نهائياً.
 
وفي احد المعارك بين الصليبيين والمسلمين ,في( عكا ) وبعد تسليم المدينه للصليبيين وأخذ معاهدة بسلامة المحاصرين في القلعة , نكث الصليبيون المعاهدة واقتادوا الف فارس وقائد من القلعة الى الميدان وربطوهم بالسلاسل وقتلوهم بالرغم من المعاهده المذكورة .ولما غزا التتار جنوب سوريا (فلسطين ) دارت معركة طاحنة في عين جالوت انتصر فيها المسلمون ودفعوا الاف الشهداء .فأين كان اليهود اجداد نتنياهو وليبرمان من هذا الماضي المضمخ بدماء شهداء المسلمين وأهل فلسطين .فلسطين لم تخلُ يوما من السكان وان دخلها اليهود يوما فقد خرجوا منها كباقي الشعوب ,ولم يكونوا يوما وحدهم في فلسطين .
 
اليهود في العالم من امم مختلفة فهناك يهود اليمن من عرب اليمن , اعتنقوا اليهوديه أيام( سيف بن ذي يزن) و(ملكة سبأ) ويهود شرق البلقان وروسيا هم من السلاف, وسكان جزيرة القرم, الذين أعتنقوا اليهودية هم وملكهم , نكاية بنصارى جورجيا ومسلمي القوقاز , والذين منهم ليبرمان والمتشددين من المستوطنين في الضفة الغربية .كما اعتنق اليهودية بعض الاحباش والاوروبيين .                         
 
اليهود يسيطرون على اموال اوروبا والولايات المتحده ولم يقتنعوا بناطحات السحاب في نيويورك اكبر مدينة يهوديهة, ويدعوهم نتنياهو وليبرمان لحق العودة ولم الشمل في فلسطين ويهود العالم اكثر من 25 مليون ولن تتسع فلسطين وما حولها لإستيعابهم .
 
اذن ! ليعود سكان الامريكتين واستراليا الى اوروبا وافريقيا  واسيا في لم الشمل ,ويسمحوا لنا بالذهاب الى تلك البلدان , هذا الحمق والجنون غير غريب على اسرائيل الدولة العنصرية الغريبة هي وقادتها . ولم الشمل الحقيقي هو ان يعود الصهاينة (ليبرمان ونتنياهو)وغيرهم الى البلاد التي قدموا منها هم واجدادهم ويتركوا فلسطين لاهلها الثابتين على مدى العصور فيها .
 
اما السلطة الفلسطينية فقد أعطت الوقت الكافي لعبث اليهود في فلسطين وخاصه( الضفة الغربية ) واوقفت الكفاح المسلح وتركت غزه تقارع العدوان الاسرائيلي والغارات المدمرة  لعدة سنوات ,وقد دفعت آلاف الشهداء ولم تنحن للعدوان الاسرائيلي .                                                  
 
                                                                                                                     
                                                                              النائب السابق محمد بخيت المعرعر  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد