شعب لايريد نظامه

mainThumb

28-07-2018 10:42 AM

من أسوأ الاجراءات التي أقدم عليها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ تأسيسه ولحد الان، هو إنه أطلق يد جهاز الحرس الثوري في الاقتصاد الايراني الى الحد الذي جعله مهيمنا عليه ويتصرف فيه كما يشاء ولكون هذا الجهاز هو أبعد مايكون عن الشأن الاقتصادي وغير ضليع فيه، فإنه أضعفه الى أبعد حد وجعله مجرد وسيلة من أجل تحقيق أهداف ومصالح خاصة له.
 
الحرس الثوري الذي لم يكتف بإضعاف الاقتصاد وجعله على مشارف الانهيار فقط وانما دمر البلد أيضا من خلال مشاريعه الربحية الفاشلة الابعد ماتكون عن الاساليب العلمية والنظرة المستقبلية وإن بنائه للسدود بصورة جنونية لمجرد تحقيق الربح وقيامه بإستخراج المياه الجوفية الايرانية بصورة إستثنائية من أجل مشاريع فاشلة، كانت نتيجتها حالة الجفاف الحاصلة في سائر أرجاء إيران وإحتمال نضوب المياه الجوفية، بل وإن أزمة العطش التي تعاني منها العديد من المدن الايرانية إنما سببها هو ماقد قام به هذا الجهاز التابع للنظام والذي يعتبر بمثابة صمام الامان له.
 
عندما يوجه الرئيس الايراني السابق أحمدي نجاد رسالة للمرشد الاعلى للنظام يٶكد فيها أن الاجهزة التابعة له"أي لخامنئي"، قد سرقت  190 مليار دولار من ثروات البلد، وإذا ماقمنا بإضافة ماقد بدده هذا النظام في حروبه وتدخلاته في سوريا واليمن العراق ولبنان وفلسطين، فعندئذ يصير واضحا لماذا صارت أغلبية الشعب الايراني تعيش تحت خط الفقر، بل ويصير أكثر وضوحا سبب إندلاع إنتفاضة 28 ديسمبر/كانون الاول 2017، وسعي الشعب الجاد من أجل إسقاط النظام ووقوفه صفا واحدا مع المقاومة الايرانية من أجل إسدال الستار على هذه المرحلة السوداء من تأريخ إيران والشروع في مرحلة جديدة تٶسس لإيران المستقبل التي ستكون للشعب نفسه وليس لجهاز أو طبقة أو شريحة أو بطانة معينة.
 
إيران التي تمتلك ثروات معدنية وطبيعية وإمكانيات أخرى هائلة، يرتسم أكثر من ألف علامة إستفهام أمام الذي قد فعله النظام الايراني طوال 4 عقود من عمره وأين بدد كل تلك الاموال والثروات الطائلة؟ لكن التمسك غير العادي للشعب الايراني بشعار إسقاط النظام وإصراره عليه وخصوصا من حيث رفضه للنظام برمته أي للجناحين دونما تمييز بينهما بعد أن توضح له كذب وزيف مزاعم الاصلاح والاعتدال وإن كلا الجناحان ماهما إلا وجهان لعملة واحدة دونما أي فرق، وكيف لا يكون الامر كذلك وقد صار واضحا بأن هذا النظام سارق لشعبه ومدمر لوطنه.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد