بنات أفكاري

mainThumb

30-07-2018 12:23 PM

 أذكر أول كتاب قرأته في حياتي كان اسمه ( رحلتي من الشك إلى الإيمان ) للدكتور مصطفى محمود رحمه الله وكنت في الثانية عشر من العمر وكنت قد قمت بشرائه من معرض للكتاب أقيم في النادي العربي في إربد بمبلغ 35 قرشاً وأذكر ليلتها أنني لم  أنم إلا بعد أن أكملت قراءته وكان التحول في حياتي بحبي للقراءة والمطالعة وجعلها عمل يومي وحاجة رئيسية لي وربما تحولت لغريزة لا بد من اشباعها قمت بعدها بقراءة جميع كتب مصطفى محمود فلقد أعجبني أسلوبه وفكره فهو لا يأخذ الأمور كما هي بل يتسائل ويستنبط ويحلل ليخرج بنتيجة أن يكون أو لا يكون ولقد أتهم في البدايات بالإلحاد والزندقة والخروج من الملة وخاصة عندما يذكر أنه كان كثير الأسئلة بما يخص الدين والمعارضة للسائد في عبادة الله عند الناس العوام فمقولته الجميلة والتي يجب أن توضع نصب أعين كل واحد منا ( لا يعبد الله بالجهل ) برأته أتوقع من كل ما أتهم به .

 
قراءتي لكتب مصطفى محمود  وغيره الكثيرين من الكُتاب سواء عرب كانوا أو أجانب أو حتى فارسيين فتحت الباب المغلق لبنات أفكاري بأن يخلعن حجاب الفضيلة والتمرد ولكن لم يتحولن لعاهرات يوماً وهذا ردي على كل من يتابعني أو يقرأ لي أو يحاورني من الأصدقاء والمقربون من خلال جلساتنا العائلية وغيرها ومن يتهمونني بأنني أكتب بجرأة وأتطرق لمواضيع داخل الغرف المغلقة وأنتهك الخصوصية .
 
قلت يوما لا بد من قلب الطاولة إن لم يكن على الآخرين اقلبها على نفسك بأن تتحول من فكرك الخجول إلى فكر أكثر جرأة فلا يجب أن تكون امعه تجاري الناس لتكسب رضاهم ومدحهم بل يجب أن تكون لك الشخصية المستقلة فلم أقرأ يوماً عن عبد أخطأ وذلك أنه مسير وفق ما يريد له سيده أما الحر فهو يخطئ ويصيب ليصل في النهاية إلى الحقيقة والتي نبحث عنها ونود الوصول إليها جميعاً .
 
الفكر الجبان كالمال الجبان لا يمكن أن يتقدم أبداً ويطور نفسه بل سيبقى يعيش في موروثاته مرتدياً جلباب والده الفضفاض , من هنا لا بد من تغير قناعاتنا بأن الطبع غلب التطبع وهذا الخطأ بل يجب التطبع هو الذي يغلب الطبع فالطبع كالجهل والتخلف ولدنا به ونحن لسنا مسؤولين عنه أما التطبع والتجديد والتغيير هو الذي يعطي لأفكارنا وأجسادنا الميتة الحياة .
 
قبل ثلاث سنوات إستعرت كتابا من منزل شقيقي وخلال تصفحى له وجدت بداخله دينار مكتوب عليه ( أجمل دينار ) وعند البحث وجدت أن هذا الدينار هو مقدم زواج شقيقي مع تحفظي على أن يكون مقدم الزواج دينار و الذي تزوج قبل 27 عاماً فصدقت بذلك مقولة إن أردت أن لا يسرق منك شيء فخبئه بكتاب .
 
أجمل لحظات حياتي هي التي أكون بها على موعد مع كتاب جديد فأشعر والله بنشوةٍ جميلة وكأنني على موعد سري مع أجمل نساء الدنيا  .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد