من قم الموت لخامنئي وحزب الله

mainThumb

09-08-2018 09:42 AM

مالفرق بين ترديد شعار"الموت لخامنئي"و"الموت لحزب الله"، في أية مدينة في إيران أو في مدينة مثل"قم"؟ مدينة قم، بمثابة المعقل الديني لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وهناك إعتماد خاص عليها وعلى مدينة مشهد لنفس السبب، وعندما نتذكر إنتفاضة عام 2009، لم تكن مدينتي قم ومشهد من ضمن المدن المنیفضة بوجه النظام، ولكن يبدو إن الاوضاع قد إختلفت كثيرا في عام 2017 و 2018، ووصلت عدوى كراهية ورفض النظام إليهما.
 
عندما تنتفض مدينة قم وتنضم للإحتجاجات السائدة في إيران ويردد المحتجون شعارات من قبيل"الموت لحزب الله"و"سيد علي أخجل وأترك السلطة"و"الموت لخامنبئي" وغيرها، فإن لذلك حتما ومن دون أدنى شك معنى وإعتبار خاص يدل على إن رفض النظام الديني والمطالبة بتغييره قد وصل الى معقله الاساسي مما يعني إن الخطر والتهديد المحدق بالنظام صار جديا أكثر من أي وقت آخر.
 
كراهية ورفض الشعب الايراني للتدخلات الايرانية في بلدان المنطقة عموما وفي لبنان وفلسطين خصوصا، يأتي بسبب الضغط المالي الكبير على الاقتصاد الايراني ولاسيما إذا ماعلمنا بأنه يتم تخصيص ميزانية سنوية لحزب الله يشرف عليها بيت المرشد بعيدا عن أية رقابة حكومية. ولاريب من إنه وبعد هذا التطور غير العادي، فإنه من المنتظر جدا أن يتأهب النظام ويأخذ تحوطاته من ذلك، فذلك يعني بأن النظام قد فقد المدن ولم يبق بيديه غير الحرس الثوري وقوات الباسيج، واللذين يجب أن نلفت الانظار هنا بأن القادة والضباط والمسٶولين الكبار وقسم آخر قليل هم المستفيدين والمتنعمين في هذين الجهازين في حين إن الغالبية العظمى منهما يعانون أيضا من أوضاع معيشية صعبة وليس بمستبعد أبدا أن ننهض في يوم ما على خبر إنضمام هٶلاء أيضا لهذه الاحتجاجات التي لاتهدأ منذ 28 ديسمبر/كانون الاول 2017.
 
تصريحات القادة والمسٶولون الايرانيون الذين يسعون دائما من أجل التغطية على هذه الاحتجاجات من خلال ربطها بنظرية المٶامرة وتدخلات خارجية، يلفت النظر كثيرا من إنهم يٶكدون على إن تغيير طابع الشعارات المرددة في الاحتجاجات وأخذها سياقا سياسيا، إنما هو بسبب دور ونشاط منظمة مجاهدي خلق، مع الانتباه الى إن التركيز على المنظمة ودورها في الاحتجاجات في إيران من جانب الاوساط السياسية في طهران، كل هذا يضع علامات إستفهام كبيرة جدا على مستقبل النظام الذي بات مرتبطا بشكل أو آخر بهذه الاحتجاجات.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد