أخلاق الأدباء

mainThumb

11-08-2018 09:24 AM

في لقاء قديم جداً تابعته على على إحدى القنوات لعميد الأدب العربي الكبير الدكتور طه حسين مع مجموعة من الأدباء والمفكرين والكتاب المصريين كان من بينهم الشاعر عبد الرحمن صدقي والدكتور عبد الرحمن بدوي الاستاذ الأديب يوسف السباعي والأستاذ الأديب ثروت أباظه والكاتب أمين يوسف غراب والشاعر عبد الرحمن الشرقاوي والأديب العالمي نجيب محفوظ والأستاذ أمين العالم وفيلسوف الفقراء الأستاذ أنيس منصور والأستاذ كامل زهير .

 
مثل هذا اللقاء لا يمكن أن تتابعه بفكر مشغول وبحواس غائبة أو مشدودة ولا يجب حتى تعي وتفهم كل حرف وكل كلمة تخرج من فم كل واحد منهم فأنت أمام قامات بالفكر والأدب كان لهم التأثير الكبير بواقع الثقافة العربية ودفعها وتوجيهها للأفضل وإن كان الكثير من الناس والقراء لهم وجهة نظر بنتاجهم الأدبي والفلسفي ربما لأنه لا يتوافق مع أهوائهم ورغباتهم فالأديب والكاتب والشاعر لا يمكن أن يرضي كافة الأذواق ولابد من الإختلاف مع الكثيرين وهو في العادة ما يحسب له ودليل على عبقريته وتميزه وأجملهم في العادة هو من يُشعر القارئ أنه يكتب عنه وعن قضاياه وما يعانيه وبأسلوب سهل يتماشى مع فكره كما كان الأستاذ نجيب محفوظ والاستاذ أنيس منصور .
 
كان لقاءٌ راقي بكل ما تعنيه الكلمة وبتواضع الكبار لعميد الأدب العربي فتشعر وكأنهم تلاميذ بحضرته يؤكدون ما تعنيه كلمة أديب من حيث الإحترام للقامات في الثقافة والأدب والفكر فكانوا وكأن على رؤوسهم الطير وهم يستمعون لتوجيهاته ويدونونها لينعكس ذلك على حياتهم الأدبية والثقافية فيما بعد فكانوا جميعهم سادة ومؤثرين تتلمذنا على كتبهم وفلسفتهم .
 
قبل أيام كنت بندوة ثقافية إلتقيت بصديق لي هناك وعرفني على أحدهم إبتدأ التعريف بالأستاذ الشاعر وعلى آخر بالأستاذ الأديب ثم الاستاذ الكاتب قلت في نفسي يا الله ما هذه الفوضى بتوزيع الألقاب جزافاً وعلى من نشر بيتين من الشعر بلا وزن ولا قافية فقط مجرد كلمات على لحن واحد أو لكاتب كتب مقالاً بموقع ألكتروني تافه بلا مضمون ولا فائدة تؤدي لنتيجة أو تلامس واقع أو نبض .
 
سمعت ذات مرة أن معالي الأستاذ الدكتور خالد الكركي قد تم تقديمه بلقب الشاعر لإلقاء قصيدة شعرية وكلنا يعلم جيداً من هو الدكتور خالد الكركي وتمكنه من اللغة العربية وفصاحته بها فأنكر ذلك ليرد أنا لست بشاعر وإن كان ولا بد فيجب أن أكون على قدرهذا اللقب وأعطيه حقه .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد