متى تلدغك الحقيقة؟

mainThumb

20-08-2018 09:43 AM

عندما تظاهر سكان المحافظات العراقية ذات الاغلبية السنية خلال عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، فقد رأى ال?ثيرون حتى مراقبين ومحللين سياسيين على صعيدي المنطقة والعالم، بأنه موقف على إظطهاد طائفي يتعرضون له من جانب حكومة تستند على أغلبية شيعية، ولكن مالذي يجب قوله أو بالاحرى مالذي يصلح قوله بشأن تظاهر سكان المحافظات الجنوبية والوسطى ذات الاغلبية الشيعية ضد حكومة"الاغلبية الشيعية"؟!
 
هذه التظاهرات التي أربكت حسابات الاحزاب والفصائل الشيعية كثيرا كما إنها صعقت نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عندما لمست حسا وطنيا متصاعدا في هذه التظاهرات برفض الدور الايراني وتدخلاته السافرة في الاوضاع الداخلية العراقية، ومع تضارب وحتى تخبط واضح في مواقف الاحزاب والفصائل الشيعية من هذه التظاهرات وحتى سعي بعضها لركوب موجتها والتصيد في المياه العكرة، أعطت إنطباعا بأن هذه التظاهرات ليست مجرد تظاهرات تقليدية وعابرة خصوصا عندما إستمرت وتصاعدت وتيرتها بصورة ملفتة للنظر.
 
ظهور فرق قتل وإختطاف تلبس ملابس سوداء وملثمة مهمتها إصطياد العناصر القيادية التي تركز وتٶكد على رفض الدور والنفوذ الايراني، وكشف حقيقة إرتباط هذه الفرق بغرفة عمليات خاصة تشرف عليها قوة القدس التابعة للحرس الثوري الى جانب قياديين شيعة عراقيين يتقدمهم"أبو مهدي المهندس"، كشفت النقاب عن توجه إيراني بمساعدة الحلفاء العراقيين من أجل كبح جماح هذه التظاهرات والقضاء على أي حس أو تطلع مضاد لطهران.
 
التظاهرات العارمة لسكان المحافظات الشيعية ضد الحكومة العراقية التي تدار من قبل أغلبية سياسية شيعية، يمكن أن تمثل أكبر صفعة سياسية موجهة للأحزاب والشخصيات الشيعية ونظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من ورائهم خصوصا عندما تكون هناك شعارات رافضة للتدخلات الايرانية وإعتبارها من أسباب تردي الاوضاع في البلاد، والذي يقض مضجع الاحزاب والفصائل التابعة لإيران ولإيران نفسها، إنه قد جرى التحذير سابقا قبل سقوط النظام السابق من الدور السلبي للأحزاب التي تدور في الفلك الايراني ومن النظام الحاكم في إيران ذاته، وإنه وبعد 15 عاما من حكم هذه الاحزاب ومثلها للتدخلات الايرانية، فقد صار الشعب العراقي بكل مكوناته وبشكل خاص الشيعة، يعلم بعدم جدارة هذه الاحزاب للحكم من جانب وبسلبية الدور الايراني وكونه الاكثر إلحاقا للضرر بالعراق، هذه الحقيقة التي كانت معروفة وتم التركيز عليها قبل إستلام هذه الاحزاب لدفة الحكم في العراق، يبدو إنها قد لدغت الشعب العراقي برمته بقوة عندما أكدت نفسها بعد كل هذه السنين!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد