ماذا بعد إسقاط الطائرة الروسية ؟

mainThumb

25-09-2018 08:55 PM

أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على شن غارات جوية على مدينة اللاذقية السورية يوم الاثنين الموافق ١٧ سبتمبر ٢٠١٨  استهدفت مخزناً للجيش السوري كان فيه، وفقاً للرواية الإسرائيلية، منظومات أسلحة دقيقة كانت في طريقها من إيران إلى "حزب الله"، تسببت بإسقاط  طائرة استطلاع روسية من طراز إيل 20 عن طريق الخطأ بواسطة الدفاعات الجوية السورية التي شاغلتها كطائرة إسرائيلية معادية وفق المؤشرات الميدانية.

 
من جهته حمّل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في مكالمة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، "تل أبيب" كامل المسؤولية عن إسقاط الطائرة الروسية ومقتل طاقمها المكون من 15 شخصاً.
 
وشدد شويغو على أن الجانب الإسرائيلي لم يبلغ العسكريين الروس بالهجوم إلا قبل دقيقة واحدة من تنفيذه، ما منعهم من إبعاد طائرة "إيل-20" من منطقة الخطر. وقد يفهم من ذلك أيضاً أن الجيش الإسرائيلي لا يريد منح الروس وقتاً كافياً لتحذير قوات الدفاع الجوي السوري من أجل التهيؤ لمشاغلة الطيران الإسرائيلي المعادي. فيما رفض الطرف الإسرائيلي تلك الاتهامات بقوة .
 
وفي اليوم نفسه، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي لبوتين، في اتصال هاتفي، تعازيه بمقتل العسكريين الروس جراء الحادثة التي حمل سوريا المسؤولية عنها.
 
وأكد نتنياهو عزم "إسرائيل" على مواصلة محاربة ما وصفه ب"الحضور العسكري الإيراني في سوريا الداعم لحزب الله".
 
وهي الذريعة الإسرائيلية التي يستخدمها الكيان الإسرائيلي لضرب المواقع العسكرية السورية كلما شهدت جبهات القتال تقدماً للجيش السوري وحلفائه. وهو عدوان إسرائيلي سافر على الأراضي السورية ويخالف كل قوانين الشرعية الدولية.
 
إن عدم تطبيق جيش الاحتلال الإسرائيلي لبنود اتفاقية كانت قد وقعتها روسيا مع الكيان الإسرائيلي عام 2015 لتنسيق الطلعات الجوية في سوريا قد يدفع بالطرف الروسي إلى الانسحاب منها، والذهاب أكثر من ذلك باتجاه فرض حظر جوي على كامل الساحل السوري الغربي، وخاصة أن المناورات الروسية التي تجري قبالة السواحل الروسية هي الأضخم على نطاق عالمي، في البحر الأبيض المتوسط، تحضيراً لحسم المعركة في سوريا لصالح الجيش العربي السوري حيث لا مجال لقبول أي تجاوزات إقليمية إزاءها. والهجوم الإسرائيلي يعتبر تحدياً أمريكياً إسرائيلياً صارخاً للدب الروسي وجملة الأهداف الحاسمة التي يسعى لتحقيقها ميدانياً  في سوريا، وهذا الموقف الإسرائيلي يجيء متوافقاً مع الرؤية الأمريكية في الأزمة السورية وتداعياتها الميدانية الأخيرة.
 
فما هي الرسائل المتبادلة بين الطرفين في أتون الأزمة السورية المتفاقمة!
 
ألا يعني ذلك أيضاً بأن مؤشرات المواجهات القادمة في إدلب ستكلف جميع أطراف الأزمة السورية غالياً، بينما فاتورة الدم السوري ستكون هي الأبهظ وفق تقديرات النتائج الوخيمة!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد