الروائي العربي الكبير إسماعيل فهد إسماعيل في ذمة الله

mainThumb

26-09-2018 12:36 PM

 ترجل الفارس عن صهوة الإبداع تاركاً صهيل خيوله تنعش فينا صوت الحرية من خلال وهج الكلمة فطاف بالمتلقي العربي في أزمنة وأمكنة عرفها وحكايات توسدت قلبه الشفوق الذي يتسع لوجع الإنسان في كل زمان ومكان.إنا لله وإنا إليه راجعون".

ففي رحيل الكاتب الكويتي القدير إسماعيل فهد إسماعيل الذي وافته المنية  الثلاثاء الموافق 26 سبتمبر 2018، تكون المكتبة العربية قد فقدت أحد آباء الرواية العربية، والأب المؤسس للرواية الكويتية والخليجية،وأحد الكبار الذين أضاءوا الثقافة العربية بإنجازاتهم ليس فقط الإبداعية بل والنقدية والفكرية، رحل عن ثمانية وسبعين عاماً تاركاً مكتبة نفيسة رصعت بأبهى أعماله الروائية والمجموعات القصصية والدراسات النقدية والأدبية والمسرحية.. كان ناقداً مبادراً يمتلك أدواته ولا يهادن على حساب الجودة حيث يتمتع بشجاعة سردية وفنية في التعامل مع الموضوعات الشائكة مستلهماً المعنى الجوهري من الشكل المراوغ كي ينصف النص ويمنحه براءة فنية وأخلاقية.. مستعيناً بما حباه الله من حنكة روائية في مقاربة المحظور والممنوع والمرغوب! لذلك كانت رؤيته تشكل مرجعاً موضوعياً يحظي بالتقدير في المشهد الثاقفي العربي برمته.
هذا هو صاحب الرواية المدهشة «الكائن الظل» التي تعتبر نموذجاً فريداً في استلهام التراث العربي ونسج نص روائي معاصر يطرح سؤال القمع والاستبداد موظفاً أقنعة السرد التراثية والتاريخية ببراعة ليس لها نظير.. وهذه الرواية صدرت عن سلسلة روايات الهلال في ديسمبر 1999)، يستعرض قدراته السردية بثقة وفتوة ورسوخ، ويبرز سعة اطلاعه التراثية للدرجة التي يتحول فيها المشهد الروائي إلى مشهد سينمائي مكتمل بكل عناصره.
 
ولد إسماعيل فهد في البصرة بالعراق عام 1940، وتلقى تعليمه في الكويت والعراق. حصل على البكالوريوس في الأدب والنقد من المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت.
 
كتب الراحل إسماعيل فهد إسماعيل في مختلف أنواع الفنون الأدبية، فله مجموعتان قصصيتان هما: «البقعة الداكنة» (1965)، و«الأقفاص واللغة المشتركة» (1974). كما أن له مسرحيتين: «النص» (1980) و«العرض لم يبدأ». أما أبرز مجالات إنتاجه فهو الرواية، إذ كتب عدداً كبيراً من الروايات، منها روايته «كانت السماء زرقاء» (1970)، و«المستنقعات الضوئية» (1970)، و«الحبل» (1972)، و«الضفاف الأخرى» (1973)، و«ملف الحادثة 67» (1974)، و«الطيور والأصدقاء» (1980)، و«النيل يجري شمالًا البدايات» (1981)، و«النيل يجري شمالًا النواطير» (1983)، و«النيل الطعم والرائحة» (1989) التي أبرز فيها النضال الفردي وواقع النضال الفلسطيني.
 
أما عمله الروائي الضخم، فهو السباعية الروائية الموسومة بـ«إحداثيات زمن العزلة» (1996)، وأرخ فيها روائياً ليومياته خلال فترة الغزو العراقي على الكويت، وعنون كل جزء منها بعنوان مستقل. 
 
وله روايات أخرى منها: «يحدث أمس» (1997)، و«سماء ناتئة» (2000)، و«مسك» (2009)، كما صدرت له مسرحية «للحدث بقية» (2008) ومجموعة قصصية بعنوان «ما لا يراه النائم» (2009).
 
حصل إسماعيل فهد على العديد من الجوائز، منها: جائزة الدولة التشجيعية في الرواية عام 1989، وجائزة الدولة في مجال الدراسات النقدية عام 2002، وجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في دورتها الرابعة عشرة 2014/2015.
رحم الله الفقيد الذي ما لبثت أعمالها تجري في محبيه كما النهر الجاري فلا يهدأ خريره


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد