سقوط إقتصادي أم أبعد من ذلك

mainThumb

09-10-2018 08:41 AM

الرسالة المفتوحة التي وجهها 50 خبيرا اقتصاديا إيرانيا، الى رؤساء القوى الثلاث، أي الحكومة والبرلمان والقضاء والتي حذروا فيها قادة النظام من أن الوضع أسوأ وأخطر مما يتصورون وأن البلاد على وشك السقوط، يفتح الابواب على مصاريعها أمام الاحتمالات السلبية لمستقبل النظام في إيران، خصوصا عندما يٶكد هٶلاء الخبراء أن التأثير المدمر لانهيار العملة المحلية غير مسبوقة على مدى الـ75 الماضية، وإن تأثير إنهيار العملة الاخير"بدأ يأكل الأخضر واليابس ويدمر كل شيء".
 
العجلة الاقتصادية الايرانية التي عانت من تعثر غير عادي خلال الاعوام المنصرمة عموما ومنذ عام 2017 ولحد الان خصوصا، يمكن القول بأنها إن لم تعاني حاليا من شلل فإنها مصابة بالكساح على أحسن تقدير، والذي يضع النظام الاقتصادي الايراني برمته أمام تهديد مفتوح وقائم بالسقوط، هو ضعف البنية التحتية وعدم كونها في المستوى المطلوب، بل وإن الذي يثير غضب وسخط الشعب ولاسيما الاجيال الشابة، هو إنهم يتساءلون مالذي فعله قادة النظام بما يقدر ب800 مليار دولار ولماذا أصبح إقتصاد البلاد في مهب الريح.
 
الملفت للنظر، إن الازمة الاقتصادية الايرانية قد تفاقمت رغم إن طهران قد تلقت المليارات من الاموال المجمدة من واشنطن على أثر الاتفاق النووي في عام 2015، بل وإن الذي أثار غضب الشعب ودفع الاوساط السياسية الغربية الحاكمة للتساٶل، هو إن تلك المليارات من الاموال الايرانية المجمدة التي تم إطلاقها، قد تم صرفها على أذرع النظام في بلدان المنطقة والتدخلات هناك، بل إن الشعب الايراني صار يعتقد بأن أحد أهم الاسباب الرئيسية للأزمة الاقتصادية الايرانية الخانقة تتعلق بالتدخلات في بلدان المنطقة الى جانب البرامج التسليحية للنظام.
 
إحتمالات إنهيار الاقتصاد الايراني ليست ببعيدة بل إنها واردة خصوصا إذا لم تكن هناك خطوات عملية لإسعافه، خصوصا وإن الزمن يمضي سريعا وإن موعد تطبيق الحزمة الثانية من العقوبات الامريكية وهي الاقسى، سوف تضيق الخناق أكثر على الاقتصاد الايراني وتسد المزيد من الابواب بوجهه، وإن الذي يساهم بإضعاف الاقتصاد أكثر هو تراجع الدور السياسي الايراني على الصعيدين الاقليمي والدولي وتصاعد المطالبة بخروجه من بلدان المنطقة وإنهاء نفوذه فيها، بالاضافة الى الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة منذ 28 ديسمبر/?انون الاول 2017، وإتخاذ تلك الاحتجاجات سياقا سياسيا يطالب بالتغيير في طهران، وإن مطلب التغيير في إيران لم يعد مطلبا يطرحه الشعب الايراني والمقاومة الايرانية فقط وانما صار المجتمع الدولي يتفهمه ويقتنع به أ?ثر من أي وقت مضى ولاسيما وإنه قد يكون الحل الافضل لكافة المشاكل في إيران.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد