فاجعة البحر الميت .. الدروس والعبر

mainThumb

29-10-2018 08:43 AM

 فاجعة البحر الميت أعطتنا درساً قاسياً غالي الثمن، يجب الاستفاة منه على المستوى الشعبي والرسمي، في كيفية التعامل مع ظروف الطبيعة وإدارة الأزمات بكل كفاءة واقتدار حماية لأرواح المواطنين وعدم الاستهانة بها.

 
بعيداً عن تراشق الاتهامات والتخلي عن المسؤولية في الوقت الذي كانت فيه أرواح الطفولة تزهق، لا بد من التركيز الآن على ماذا يجب أن نعمل بعد هذه المأساة لحماية أرواح المواطنين؟!.
 
لا نريد عناوين براقة في الإعلام بأن أجهزة الدولة قادرة على مواجهة أي طارئ بكل كفاءة واقتدار خلال فصل الشتاء، ونصرف جمل المديح والثناء عليها، ومع أول شتوة انكشف المستور وخسرنا أكثر من عشرين مواطنا ما بين طفل وشاب وشابة رحمهم الله جميعاً.
 
اليوم، وقبل أن يبدأ فصل الشتاء فعلياً، على الحكومة أن تعيد حساباتها من جديد، من خلال دراسة كل البؤر الساخنة جيولوجياً وبيئياً، وكل بؤرة ممكن أن تتحول إلى كارثة لا قدر الله، وتستعين بأصحاب الاختصاص والخبرة وتأخذ برأيهم، وتشرع بإيجاد الحلول اللازمة للحفاظ على أرواح المواطنين.
 
فليس من المعقول أن تتجاهل الحكومة تحذيرات نقابة الجيولوجيين مؤخراً حول الأخطار الكبيرة التي قد تنجم عن طريق إربد عمان المحاطة بجبال وكثبان طينية متحركة قد تقفز إلى الشارع بأي لحظة في فصل الشتاء الحالي، فهل معالجة الكوارث يقوم على مبدأ الفزعة وبعد فوات الأوان؟؟!!.
 
ما حدث قد حدث، وآلم الجميع، ولا يوجد مواطن أردني أو أي إنسان يتمتع بكامل الإنسانية والأخلاق الحسنة، لم يشعر بالأسى وفُطر قلبه على ما وقع، ولكن علينا أن نسلط الضوء على كيفية إدارة الأزمة وما شابها من أخطاء، لنتعلم ونكون مستعدين دائماً لأي طارئ وفق برامج مؤسسية ذات ديمومة.
 
لا أريد أن أتحدث عن المسؤولية، فهناك لجنة تعد تقريراً مفصلاً تحدد على ضوئه المسؤوليات كاملة، ولا يجوز كيل الاتهامات جزافاً لهذه الجهة أو تلك، إذ يجب أن تكون مبنية على أسس قانونية وأخلاقية بعد الوصول إلى الأدلة الدامغة.
 
ولكن، كما أسلفت يجب أن نعتبر ونستفيد إيجاباً من هذه الفاجعة، قبل أن نفكر بتحديد الجهة المسؤولة عن التقصير، فقبل أن نفكر بكيفية العقاب علينا أن نتخذ كافة التدابير اللازمة لمنع حدوث أي كارثة مشابهة مستقبلاً، فكما يجب أن تشتمل المعالجة على معاقبة س أو ص، فعلى الحكومة أن تفكر معمقاً بما ستفعله لحماية أرواحنا وأرواح أبنائنا في البؤر الساخنة التي حذر منها الخبراء وأصدروا البيان تلو الآخر.
 
نتمنى أن نسمع في المستقبل القريب إعلان أية جهة تحملها ولو جزء من المسؤولية عما حدث بكل شجاعة، وأن نسمع أيضا خطط حكومية لدراسة المناطق الساخنة في المملكة واتخاذ التدابير اللازمة.. وعدم ترك الأمور على عواهنها.
 
t


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد