نهاية النظام

mainThumb

30-10-2018 09:28 AM

لايبدو إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد تلقى خبر إضافة مايك بومبيو، وزير الخارجية الامريكي لملف حقوق الانسان الى 12 طلبا لإعادة التفاوض مع معه بإرتياح، خصوصا وإن هذا الملف يعتبر"كعب ايخيل"هذا النظام ونقطة ضعفه الاساسية ومكمن الالم الرئيسي عنده، والذي سيجعل هذا النظام يشعر بقلق وتوجس أكبر من هذا الاجراء الامريكي، إنه يتطابق مع توجهات لزعيمة المقاومة الايرانية مريم رجوي التي سلطت الاضواء بقوة على هذا الملف خلال الاعوام الاخيرة بشكل خاص.
 
هذا التطور المهم والحيوي في مسار التعامل الامريكي مع هذا النظام من الخطأ إعتباره بأنه تطور فوقي أو مختلق أو مضاف قسرا لملف اسلوب وطريقة التعامل مع طهران، بل يعتبر من صميم الواقع الايراني طوال ال40 عاما من حكم النظام الايراني، وإن إلقاء نظرة على تأريخ هذا النظام بهذا المجال، فإننا سنرى سجلا حافلا وزاخرا بمختلف أنواع الانتهاكات السافرة لأبسط مواد مبادئ حقوق الانسان، ولاسيما مايعرف عن هذا النظام بمعاداته للمرأة والتعامل معها بأسلوب ينتقص من كرامتها الانسانية، ولاسيما وقد قام هذا النظام بسن قوانين منع بموجبها النساء من تلقي العلوم في مجالات دراسية كما منعهن في نفس الوقت من مزاولة العديد من الاعمال والمهن وهو أمر لم يقم به أي نظام سياسي في العالم كله.
 
لاشك من إن تركيز زعيمة المقاومة الايرانية مريم رجوي على ملف حقوق الانسان وبطريقة ملفتة للنظر، وهي المعروفة بقربها وتواصلها مع أدق تفاصيل وهموم الشعب الايراني، يأتي عن خبرة وممارسة عملية مدروسة من كل الجوانب، فأكثر شئ يعتمد عليه النظام الايراني من أجل بقائه وإستمراره هو القمع، بمعنى مصادرته للحرية التي هي كما نعلم جميعا ركيزة أساسية في مبادئ حقوق الانسان، ولاريب من إن النظام وبعد إنتفاضة 28 ديسمبر/كانون الاول 2017، التي أماطت اللثام وبمنتهى الوضوح عن رفض قاطع للنظام برمته من جانب الشعب الايراني، قد صار يتخوف أكثر من أي وقف مضى بإطلاق الحريات والسماح للشعب الايراني لكي يعرب عن آرائه ومعتقداته.
 
إشتراط العلاقات الاقتصادية والسياسية مع طهران بتحسين أوضاع حقوق الانسان وإيقاف الانتهاكات بهذا الصدد، هو الاقتراح الفعال الذي قدمته السيدة رجوي للمجتمع الدولي والذي يبدو إن الولايات المتحدة الامريكية قد إنتبهت أخيرا الى أهميته ولاسيما بعد أن صار العالم كله يعلم بأن المشكلة الاساسية في إيران هي إنعدام الحرية وإن إطلاقها يعني نهاية النظام.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد