حواشي تتعلق بقصة بلقيس

mainThumb

03-11-2018 04:27 PM

 الحلقة الرابعة عشرة  

 
حاشية 1= جاء في التوراة في سفر الملوك الأول 10:1-13: (وسمعت ملكة سبأ بخبر سليمان لمجد الرب فأتت لتمتحنه بمسائل * فاتت إلى أورشليم بموكب عظيم جدا بجمال حاملة أطيابا وذهبا كثيرا جدا وحجارة كريمة وأتت إلى سليمان وكلمته بكل ما كان بقلبها * فأخبرها سليمان بكل كلامها. لم يكن أمرا مخفيا عن الملك لم يخبرها به * فلما رأت ملكة سبإ كل حكمة سليمان والبيت الذي بناه * وطعام مائدته ومجلس عبيده وموقف خدامه وملابسهم وسقاته ومحرقاته التي كان يصعدها في بيت الرب لم يبق فيها روح بعد * فقالت للملك صحيحا كان الخبر الذي سمعته في أرضي عن أمورك وعن حكمتك * ولم أصدق الأخبار حتى جئت وأبصرت عيناي فهو ذا النصف لم أخبر به. زدت حكمة وصلاحا على الخبر الذي سمعته * طوبى لرجالك وطوبى لعبيدك هؤلاء الواقفين أمامك دائما السامعين حكمتك. * ليكن مباركا الرب إلهك الذي سر بك وجعلك على كرسي إسرائيل. لأن الرب أحب إسرائيل إلى الأبد جعلك ملكا لتجري حكما وبرا * وأعطت الملك مئة وعشرين وزنة ذهب وأطايبا كثيرة جدا وحجارة كريمة. لم يأت بعد مثل ذلك الطيب في الكثرة الذي أعطته ملكة سبإ للملك سليمان * وكذا سفن حيرام التي حملت ذهباً من أوفير أتت من أوفير بخشب الصندل كثير جدا وبحجارة كريمة * فعمل سليمان خشب الصندل درابزينا لبيت الرب وبيت الملك وأعوادا وربابا للمغنين. لم يأت ولم ير مثل خشب الصندل ذلك إلى هذا اليوم * وأعطى الملك سليمان لملكة سبإ كل مشتهاها الذي طلبت عدا ما أعطاها إياه حسب كرم الملك سليمان. فانصرفت وذهبت إلى أرضها هي وعبيدها).
حاشية 2= ورد في المدراش (تفسير كتب اليهود) أن الملكة سمعت بخبر سليمان وحكمته فقالت لقومها: “سأذهب لاختباره بأحاجي لأرى إن كان حكيما أم لا " ويبدو أنها كانت بارعة في مسألة الأحاجي والألغاز والأسئلة المعقدة، وكان سليمان يحب الأحاجي، ويكثر من تبادلها مع الملوك، وهي علامة على الكفاءة والذكاء، حسب مفاهيم العالم القديم.
فلما وصلت عند سليمان سألته: " أنت سليمان الذي سمعت عن مملكته وحكمته؟ "
فأجاب سليمان: نعم.
بلقيس: " إن كنت حكيما فعلا، فسأسألك أسئلة وأرني إن كان بإمكانك الإجابة عليها "
سليمان: " لأن الرب يعطي حكمة. من فمه المعرفة والفهم "
بلقيس: "ماهي السبع التي تخرج، والتسع التي تدخل، والاثنان اللذان يقدمان شرابا، والواحد الذي يشرب؟ "
سليمان:" السبع التي تخرج هي أيام الحيض والتسع التي تدخل هي شهور الحمل التسعة، والاثنان اللذان يقدمان شرابا هم الثديان والواحد الذي يشرب هو الرضيع “.
فقالت بلقيس بصوت عال: " أنت حكيم فعلا!، سأسألك سؤالا آخر وأرى إن كان بإمكانك إجابتي؟ "
سليمان: " الرب يمنح الحكمة "
بلقيس: "شيء عندما يعيش لا يتحرك، وعندما تقطع رأسه يتحرك؟"
سليمان: "السفينة في البحر"
بلقيس: "ما هو الذي لم يولد بعد ولكنه أعطي حياة؟"
سليمان: " عجل الذهب "
بلقيس: "الميت عاش ويصلي والقبر يتحرك، من هو؟"
سليمان: الميت يونس وقبره الحوت. (أو السمكة كما هي مذكورة في التوراة)
 حاشية 3= تختلف القصة قليلا في القرآن، لأنه يذكر أن سليمان هو من أرسل في طلب الملكة، التي لم يصرح القرآن باسمها صراحة. يذكر القران الكريم، ان سليمان كان يتفقد حاشيته، وكان من ضمن هذه الحاشية طائر الهدهد، بالإضافة إلى حيوانات وجن وعفاريت، وتفقد ذات يوم جنده من الطير فلم يجد الهدهد وغضب لذلك ووعد بتعذيبه حتى أتاه الهدهد من سبأ بخبر يقين.
قال تعالى في سورة النمل في سرد قصة سليمان: (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ 20-لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ -21 فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ -22. إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ -23   وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ -24 أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ -25 اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ -26.  قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ -27.  اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ -28.  القرآن الكريم، سورة النمل، الآيات: 20-28. 
  ورغم وجود إشارات أثرية كثيرة لمملكة جنوب الجزيرة العربية وتقديسهم للشمس، لكنها لم تكن إلها رئيسيا، فهم قدسوا عددا من الآلهة الأخرى، ومعبدهم الرئيسي كان في معبد بران في مأرب ولكن الامر في شمال جزيرة العرب امر مختلف، حيث كانوا يتخذون من الشمس الها ’ يسجدون لها من دون الله سبحانه، ولا زالت الاثار الدالة على ذلك بوضوح الى الان ماثلة في منطقة الجوف، حيث يسمون انصاب الحجارة التي تم غرسها في الرمال، باسم الرجاجيل وهي جمع رجل في لهجة اهل البادية الأردنية وجزيرة العرب. 
    اما في مملكة سبأ جنوب الجزيرة العربية، لم تكتشف الإشارات والدلائل التي تشير الى وجود ملكة بعينها حتى الآن، ولا في الممالك الأخرى المعاصرة لسبأ، كمملكة حضرموت وقتبان ومملكة معين. فقد اكتشف علماء الآثار عدداً كبيراً من أسماء ملوك ومكارب اليمن القديم، ولم يجدوا اسم امرأة بينهم، وبالتالي فان اسم بلقيس الشمال الأردنية، ليس لها اسم مثيل او وجود ملكة في جنوب الجزيرة العربية. في زمنها وما يسبقه او يلحقه من قبل ومن بعد  
      ويستمر القرآن الكريم بسرد القصة في سورة النمل، اذ يبين النص الكريم، انه بعد تلقي السبئيين رسالة سليمان التي ألقاها الهدهد على سريرها في حجرتها الخاصة، وكيف تلقت بلقيس الرسالة التي تطالبهم بعبادة الله، والكف عن تقديس الشمس. وخلد القرآن موقف بلقيس، إذ رفضت أن تستبد برأيها، وطلبت المشورة من الملأ، الذين هم بدورهم أكدوا لها ثقتهم بقدراتهم العسكرية، وتركوا القرار النهائي لها. وأكد القرآن على قولها بشأن الملوك انهم مصادر الفساد وطواغيت الافساد، وان هذا ديدنهم لا يتخلون عنه، وهم يفعلون كذلك، والى يوم الدين (وكذلك يفعلون)، وانه وبناء على ذلك فان سليمان إذا دخل مملكتها فسوف يدمرها ويخربها ويستعبد أهلها ويذل كرامهم، وسوف يفعل هذا الدمار والاذلال كملك وليس كنبي.
كان قرارها انها أرادت اختبار نوايا وشخصية وعقلية سليمان، وأرسلت له هدية، لم يسمي القرآن ما هي الهدية، ولكن لا يستعبد أن تكون الهدايا هي ذاتها المذكورة في العهد القديم، من طيب وأحجار كريمة وذهب. ولكن سليمان رفض الهدية وقرر الخروج بجيش ومقاتلة سبأ.
     (قالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ -29.  إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ -30 أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ -31.  قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ -32.  قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ -33.  قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ -34.  وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ -35 فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آَتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آَتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ -36 ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ -37.  سورة النمل، الآيات: 29-37.
 طلب سليمان من أحد حاشيته أن يأتيه بعرشها، قبل قدومها، ودخلت على سليمان، وقامت بجمع ثيابها ورفعها، حتى ظهرت ساقها، لظنها أن بلاط سليمان أو الصرح كان ماء، فأخبرها سليمان أنه صرح من زجاج، يجري من تحته الماء، وحسب القرآن والتفاسير الإسلامية، فإن اندهاش بلقيس من ملك سليمان، وليس بالضرورة حكمته، كما ذكر العهد القديم، هي سبب دخول بلقيس في دين سليمان الذي هو الإسلام حسب التراث الإسلامي.
    (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ -38.  قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ -39.   قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ -40.  قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ -41 فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ -42.  وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ -43.  قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ -44.    سورة النمل، الآيات: 38-44.
قصيدة نزار قباني في بلقيس 
 (بلقيس! أيتها الشهيدة والقصيدة والمطهرة النقية
سبأ تفتش عن مليكتها. فردي للجماهير التحية 
يا أعظم الملكات! يا أعظم الملكات!
يا امرأة تجسد كل أمجاد العصور السومرية)
لقد ربط الشاعر بين بلقيس وسبأ وبين ما يسمى ببلاد سومر فمن غرائب الصدف في الموضوع أن هذه القصيدة ظهرت قبل سنوات من صدور بعض الدراسات التاريخية الحديثة المتعلقة بتاريخ بلاد الرافدين والتي تؤكد أن ما يسمى ببلاد سومر في الواقع لا وجود لها داخل العراق لا في القسم الجنوبي ولا الأوسط من العراق ولا في شماله طبعاً أي أن سومر منطقة خارج العراق. [انظر حقيقة السومريين–نائل حنون] حيث قال المؤلف ((لقد اتضح عدم ورود ذكر (لبلاد سومر) باعتبارها إقليماً جغرافيا أو سياسياً جنوب بلاد الرافدين)) وهذا صحيح لأن جنوب الرافدين هي ما يمسي ببلاد أكاد التي تقع سومر إلى جنوبها أي أن بلاد سومر هي الجزيرة العربية لا شك وهي بلاد التيمن في شمال جزيرة العرب التي كانت بلقيس ملكة عليها.
فمن هنا نفهم قول نزار (العصور السومرية) كأنه قال (العصور السبئية) لأنه لا يوجد للعرب تاريخ حضاري حقيقي متصل إلا في عصورهم السبئية.
حاشية 4= الأبحاث الأثرية والحفريات  
 تظهر النقوش السبئية المكتشفة في اليمن، مشهدين لقافلة تجارية في الأسفل، وفي الأعلى مشهدا لجلسة أو مأدبة.
 وإذا عرفنا ان كتابات العهد القديم، وبالذات سفر الملوك، كانت كتبت خلال السبي البابلي، لذلك فإن غالب علماء الآثار لا يَعدّون الكتاب المقدس، وكل النصوص الدينية، أدلة وشواهد تاريخية. فعلماء الآثار سابقاً مثل ويليام ألبرايت وويندل فيليبس، كانوا يقومون بأبحاثهم، مؤمنين أنها ستقود إلى تأييد المحتوى القصصي للنصوص الدينية، ولكن علماء الآثار الحاليين لديهم وجهة نظر مختلفة، بشأن حقيقة ما ورد في العهد القديم، وتحديداً كونه الأساس الذي بنيت عليه النصوص الدينية اللاحقة، وهو مبدأ مثير للجدل، وقد يكون مزعجاً للكثيرين. ويقول عالم الآثار الأمريكي ويليام ديفر ًWilliam G Dever):
« دراسة الآثار اليوم, يجب أن تكون قادرة على مساءلة وتأكيد قصص الكتاب المقدس. بعض القصص الواردة حدثت بالفعل، وبعضها لم يحدث. السرد التوراتي لقصص موسى وسليمان وإبراهيم ويوشع، ربَّما يعكس بعضاً من الذكريات التاريخية لأناسٍ معينين وأماكن، ولكنّ المعجزات والخوارق الأكبر من الحياة نفسها، غير واقعية وتتناقض مع الأبحاث الأثريّة. أنا لا أقرأ الكتاب المقدَّس كوحي ولست مؤمناً حتى. نظرتي بشكل عام هي أن السرد التوراتي خيالي وغالباً ما يكون ذا طابعٍ دعائيٍّ قد يحتوي على بعض من الحقائق التاريخية المتفرقة هنا وهناك.
     بالنسبة لملكة سبأ بلقيس وغيرها من المسميات، فإلى الآن لم يكتشف لها أثر، في جنوب جزيرة العرب، وان أقدم النصوص المكتشفة إلى الآن لملوك سبأ في اليمن، تعود إلى حوالي مئة سنة بعد الفترة التي يعتقد أن الملك سليمان عاش فيها، أي ان بلقيس المذكورة في شمال جزيرة العرب، ليس لها من ذكر او إشارة في جنوب الجزيرة، وهي لم تكن موجودة في اليمن أصلا، بل وليست يمنية، وليس لها وجود في تلك الفترة في اليمن. إضافة أن كل أسماء الملوك والمكاربة في اليمن كانت لرجال وليس لنساء، وجدت عدة أسماء مكاربة قبل القرن العاشر قبل الميلاد، ولكن ليس من اية إشارة الى امرأة حاكمة. 
     اكتشف باحثون مثل هيلفي وإدوارد جلازر زاروا مأرب، نقوشاً عديدة تشير إلى أربع ممالك رئيسة في جنوب الجزيرة العربية، هي مملكة معين ومملكة قتبان ومملكة حضرموت ومملكة سبأ.  هناك اعتقادات أن السبئيين لم يكونوا مملكة واحدة بل عدة ممالك ممتدة من جنوب الجزيرة إلى شمالها، حيث المواقع القريبة من إسرائيل، ولكن هذه الاعتقادات التي قالها باحثون مثل جيمس آلان مونتغمري اعتمدت على العهد القديم الذي تناقضت كتابات مؤلّفيه عن تحديد موقع سبأ بالضبط. فذكرت سبأٌ واضحة إلى جانب حضرموت، وذكرت أخرى من نسل كوش أخ المصريين حسب الوارد في ذلك الكتاب، وذكرت سبأٌ أخرى في مواضع قريبة من الهلال الخصيب. 
    ويرجح المؤرخ جواد علي أنها كانت على رأس مملكة سبئية في مواضع قريبة من مملكة إسرائيل، استناداً على ما ورَدَ عن دهشة بلقيس، وتعجًّبها من بلاط سليمان ومبانيه، فلا يعتقد أن الملكة قدمت من الأجزاء الجنوبية للجزيرة العربية، كون الأبنية العربية الجنوبية القديمة تفوق ما كان موجوداً في مملكة إسرائيل (إن وجدت أصلاً)، وبعض ناقدي التوراة يعتقدون أن القصة تلفيق من كتبة العهد القديم لتعظيم شأن سليمان وملكه وثروته.
حاشية 5= بيت أكيتو هي أعياد رأس السنة عند شعوب ما بين النهرين، التي كانت تدعى بالسومرية " زكموك " ((ZAG.MUG" رأس السنة " وفي الأكادية "ريش شاتي atti) š (rêš وبالبابلية "آكيتو" عيد رأس السنة البابلية، وخصصت معابد معينة.
وحسب التقويم الحالي يوافق اعياد آكيتو في 21 أذار من كل سنة. إنّ هذا العيد القديم، كان يقام مرتان في السنة، في الشهر الثاني عشر، وفي الشهر السادس أو الرابع، ويفرق بين العيدين كون الأول يطلق عليه "آكيتو موسم البذور"، والثاني " آكيتو حصاد الشعير".
 
انتهى بحث: بلقيس  أعظم ملكات الدنيا


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد