منطق غريب

mainThumb

06-11-2018 09:21 AM

عندما يتم خرق وإنتهاك القانون الدولي  لدولة ما عنوة وفي وضح النهار من قبل دبلوماسي من دولة أخرى، ويتم إلقاء القبض عليه ويخضع للتحقيق، فإن لايوجد أي خيار أمام دولة الدبلوماسي غير إنتظار نتيجة التحقيقات ولكن أن تقوم دولة هذا الدبلوماسي بتهديد الدولة الاخرى بخطف دبلوماسييها المتواجدين لديها لإجبارها على إطلاق سراح الدبلوماسي المشبوه المعتقل الذي إنتهك القوانين الدولية فإن ذلك خيار مرفوض دوليا ويعتبر إنتهاكا صريحا وصارخا للقانون الدولي.
 
عندما تم إلقاء القبض على أسد الله أسدي المستشار الثالث لسفارة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في النمسا على الأراضي الألمانية أثناء عودته من مهمته إلى النمسا، مع محموعة إرهابية بعد نقله ( 100 غرام من مادة TATP المتفجرة مع صاعق متفجر وجهاز تحكم عن بعد)، فمن الواضح إن الاعتقال قد تم بالجرم المشهود، ولايوجد أي خيار أمام إيران سوى إنتظار نتائج التحقيقات المرتبطة بدول أخرى نظير بلجيكا وفرنسا وإجراء إتصالات سياسية في ضوء ذلك، ولكن ماقد أعلن عنه عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس شورى النظام الإيراني، بأن موضوع خطف الدبلوماسيين الألمان قد تم طرحه في البرلمان بحضور وزير الخارجية الايراني، فإن ذلك مايثير الدهشة والاستغراب!
 
أسد الله أسدي الذي كان يسعى من خلال المجموعة التي يقودها  الى تفجير التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية في باريس في 30 من يونيو/حزيران الماضي، لم تنفع الاتصالات المكثفة التي أجرتها طهران عبر قنواتها الخاصة مع شخصيات سياسية مرموقة في النمسا تربطها بها علاقة قوية من أجل إطلاق سراح أسدي الذي كان حينئذ معتقل في ألمانيا وإعادته لإيران، بل إن ألمانيا بادرت الى تسليمه لبلجيكا للتحقيق معه وهو مايدل على جدية قضيته وليست مبنية على الظنون والشكوك وانما على الادلة والقرائن.
 
النظام الايراني إستطاع خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات من الالفية الماضية إخراج العديد من دبلوماسييه المتورطين في نشاطات إرهابية من سويسرا وألمانيا والنمسا وإيطاليا، ولفلفة القضايا على أثر ذلك، ولكن لايبدو إنه بمقدوره أن يعيد الكرة مرة أخرى خصوصا بعد أن قام بالسعي لعملية إرهابية أخرى ضد معارضين في الدانمارك، الى جانب إعتقال مشبوهين آخرين في الولايات المتحدة الامريكية بنفس التهمة، والحق إن النظام الايراني كما يبدو يواجه وضعا إستثنائيا غير مسبوقا على صعيد إفتضاح نشاطاته الارهابية وهو مايٶكد مجددا ماقد أ?دته زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي من إن هذا النظام هو أكبر راع للإرهاب في العالم داعية الى الحذر منه والتصدي لنشاطاته وتحركاته.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد