السيول تداهمنا

mainThumb

11-11-2018 08:26 AM

تعرضت بلادنا العزيزة في الآونة الأخيرة لعدد من الفيضانات والانهيارات نتيجة لتساقط مياه الأمطار وتشكل السيول: كما حدث في منطقة البحر الميت ومأدبا والجنوب ونتج عنها عشرات الشهداء والجرحى ،رحم الله الموتى وشافا الجرحى.

 
هذه السيول والانهيارات وما نتج عنها هو أمر طبيعي ويحدث في أرقى بلدان العالم والفرق بين ما يحدث عندنا وعندهم أن البنية التحتية في بلادنا متآكلة ولا تصمد أمام الكوارث فهي بحاجة إلى جهد بشري منظم لإصلاحها .
 
أيها السادة : المشكلة الأساسية ليست في تدفق سيول المياه التي تنهمر من السماء فلعل فيها الخير للجميع ، فلا أحد يعرف ذلك إلا الخالق عز وجل.
 
المشكلة الأكبر في تدفق سيول العفن الأخرى علينا : فهذه سيول الفساد تداهمنا من كل جانب وتفسد علينا عيشنا ، فساد إداري على أعلى المستويات متمثلاً في : الرشوة ، والمحسوبية ، والعنصرية ، وخيانة الأمانة .. ،وفساد أخلاقي يكاد أن يدخل كل بيت كالكذب ، والغش ، والغيبة ، والنميمة ، وأكل أموال الناس بالباطل ، والعري والرذيلة ، وانتشار جرائم السرقة والمخدرات في مجتمعنا  .
 
أما سيل العفن العرم فهو سيل الأفكار العلمانية والإباحية التي تغزو بلدنا ، ليس اولها مهرجان " قلق " الماضي ولن يكون آخرها الندوة العلمانية الذي كان يخطط لعقدها في عمان عاصمة أرض الحشد والرباط وشقيقة بيت المقدس  .  
 
أيها السادة : إن سيول العلمانية والفساد هي أخطر من سيول المياه بل أخطر من سيل العرم الشهير ،فسيل العرم هجر اليمنيين فنشروا العروبة والحضارة في الأرض، وطوفان نوح كان خيراً إذ حمى المؤمنين ونشر فكرة الإيمان في الأرض.
 
إن سيول الفساد والعلمانية دمرت البلاد ، وأضاعت أخلاق العباد ، ونشرت الفتن والخراب في المجتمعات ، فانظروا إلى ما يحدث في بلادنا العربية فهو لا يسر صديق ولا يغيظ عدو ، كل ذلك بسبب سيطرة الفساد والعلمانية على بلادنا ، فأوقفوا هذه السيول العفنة ، فسيقل بعدها ضرر سيول الأودية  . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد