السوسنة - قطعت عهدا على نفسها، بأن تجعل النجاح حليفا لها أينما حلت، والإنفراد سمة من سمات مستقبلها المشرق الذي شقته برغبة وقناعة وحب، والإبداع والتألق عناوين تتصدر سجل مسيرتها العملية الذي حاكته خطوة خطوة بجد ومثابرة وإخلاص.
صغر سنها لم يجعلها تترد لحظة عن خوض غمار المنافسة مع من يكبرها سنا ويفوقها خبرة، فثقتها بما تكتنزه من علم وخبرة ومعرفة لا حد لها، دفعتها لقبول التحدي وخوض السجال وجها لوجه أمام بيوت العلم والخبرة ممن نافسوها، فتسجل السبق وتحقق الهدف، متوجة عامها الحالي بالفوز بجائزة "تميز للنساء" في الهندسة المعمارية والبناء في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا للعام 2018 عن فئة المعماريات الصاعدات، التي تقام برعاية مؤسسة الكوفة ومجلس الأعمال العراقي في الأردن، وجامعة كوفنتري البريطانية.
الدكتورة ديالا الطراونة عضو هيئة التدريس في قسم هندسة العمارة في كلية الهندسة في الجامعة الأردنية/ ومساعدة مدير مركز الابتكار والريادة في الجامعة، التي سجلت إنجازا يشار إليه بالبنان بفوزها بالجائزة، بعد أن خاضت منافسات قوية ضمن القائمة المختصرة للسيدات المرشحات للفوز بها في مجال العمارة والتي ضمت ست سيدات من أصل (470) سيدة مشاركة من ثمانية بلدان مختلفة، لتكون بذلك الوحيدة من الأردن من ضمن المرشحات التي تظفر بهذه الجائزة.
وجائزة تميز للنساء في العمارة والانشاء بفئتيها؛ (ذوات الإنجاز المتميز، والمعماريات الصاعدات) تأسست كجزء من برنامج جائزة تميُز الهادفة إلى تعزيز مشاركة المرأة وتفعيل دورها في المجتمع من خلال العلم والعمل، وهي جائزة سنوية مفتوحة للنساء من منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، اللاتي إما يعملن في المنطقة ويتخصصن في العمارة والانشاء، أو يعملن أو يعِشن في الخارج ولكن مساهماتهن أثرت تأثيرًا مباشرًا على البيئة المبنية في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
لجنة تحكيم الجائزة المكونة من شخصيات مؤثرة وريادية في مجال هندسة العمارة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، أشادت بالطراونة وبأعمالها، مؤكدة أنها شخصية تستحق الثناء والتقدير، ليس لما أثرت به مجال العمارة والبناء من بحوث ودراسات فقط، بل لما حققته أيضا من تأثير على طلبتها من خلال الشهادات التي قدموها بحقها مؤشرًا واضحًا على تفهمهم الواسع لها وتفاهمها معهم.
وأوضحت اللجنة بحسب تعليقها على الطراونة أن "بحوثها مثيرًة للاهتمام، فهي تتطرق للعديد من المواضيع الحضرية، وقد يغيّر هذا طريقة تطور المُدن، ويؤثر تأثيرًا حقيقيًا على مدينتها".
مشاعر فرح وسرور مخلوطة بالفخر والاعتزاز تلك التي اختلجت أسارير الطراونة لحظة إعلان فوزها وتسلمها للجائزة، معربة عن سعادتها بفوزها بالجائزة التي تعد من أرفع الجوائز المختصة بالمرأة وتبرز دورها الفاعل في مجال عملها ومجتمعها.
وقالت الطراونة، هذه المرة الأولى التي أحصل فيها على جائزة، وهو إنجاز يستحق البناء عليه مستقبلا في المحافل الدولية المختلفة، ويحفزني على مواصلة مشوار البحث والعمل والتغيير في مجتمعي وجامعتي بشكل عام وبين طلبتي بشكل خاص الذين كان لهم فضل كبير بحصولي على الجائزة لإشاداتهم النبيلة، مشيرة إلى مشاركتها معهم في مسابقات وجوائز عالمية ومحلية لتمثيل اسم الجامعة الأردنية في محافل مختلفة خاصة في المجالات التي تتعلق بالمرأة والريادة والابتكار تعود بالنفع على المجتمع وأفراده.
ووعدت الطراونة بأن تكون أهلا لهذه الجائزة وأن تجتهد لتكرارها في المرات المقبلة، مؤكدة أن حلم الفوز يمكن تحقيقه، بمزيد من الجد والاجتهاد والمثابرة، وأن المرأة الأردنية دائما موجودة في كل المحافل الدولية وقادرة على لفت الأنظار بعلمها وخبرتها وتميزها.
من الجدير ذكره أنه فاز بالجائزة عن فئتي (ذوات الإنجاز المتميز، والمعماريات الصاعدات) إلى جانب الطراونة ثلاث مرشحات من دول العراق ومصر وفلسطين.
مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى