التصحر الاخلاقي

mainThumb

17-11-2018 08:38 AM

ان ضابط الدين والاخلاق من اقوى الضوابط السلوكية والتي تنعكس اثارها على جميع الاعمال البشرية، وهي من اعلى القيم البشرية حيث امتدح الله نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام بقوله تعالى: "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" ويقول عليه الصلاة والسلام (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، فالقيم الاخلاقية بمنظومتها المتكاملة هي مسطرة السلوك والمعيار الحقيقي والواقعي للحكم على اي سلوك.
 
فبقدر تفشي التعامل الأخلاقي بين أفراد أي مجتمع يكون رقي وتقدم ذلك المجتمع وبقدر انحلال القيم الأخلاقية وتصحرها في أي مجتمع يكون علامة تخلفه ونذير انحلاله وفنائه ولو اخضعنا سلوكنا الان لاي قيمة اخلاقية، لوجدنا العجب العجاب، فمنذ بداية فصل الشتاء والمصائب تتوالى علينا وهي كثيرة ولا حاجة لذكرها فالكل يعرفها واذكر اخر حادثة -واسال تعالى ان تكون الاخيرة- حادثة المنهل المتهالك الذي راح ضحيته مواطنين اثنين ليس لهم اي ذنب سوى المشي على المنهل المتهالك لتهوي بها الى غيابات الجب وتلاها المنقذ الضحية!!!.
 
واعتدنا بالاردن تحميل كل شيء على الحكومة، وحتى تقصيرنا في امور بيوتنا اوعزناه للحكومة!!! ونحن في الاردن مبدعون بخلق الاعذار لاي شيء شعبا وحكومة، فتجد هذا يقول: الم اقل لكم؟ واخر يقول انا حذرت! الى غير ذلك، كان ادوار مثل هؤلاء القول فقط!!! وقد يكون احدهم المسؤول المباشر قولا وفعلا!!! فالاخلاق منظومة متكاملة تبدأ من الاسرة وكل ما يحيط بها الى اعلى المستويات بانواعها النختلفة. وعليه، فان اي خدش باي جزء من المنظومة الاخلاقية حتما سينعكس تأثيره على باقي الاجزاء. وبالتالي ينعكس ذلك على اعمالنا مهما كانت فتصبح نتائج العمل منزوعة القيم والاخلاص وبالتالي جودة رديئة جدا حيث ينهار العمل باول استخدام. فقيمة المادة اصبحت تعلو باقي القيم، فامام امتداد قيمة المادة واجتياحها كل شيء، انحسرت باقي القيم فاصبحت تعاني من تصحر واضح يحتاج غرسها الى البدء من جديد!!! فالتصحر الاخلاقي احتل مساحات كبيرة جدا في منظومة القيم الاخلاقية.
 
*خبير تخطيط استراتيجي وتقييم تميز
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد