مؤسسة بلا حدود ومسرحية اختطاف أمينها العام

mainThumb

17-11-2018 08:07 PM

يبدو أن "مؤسسة مؤمنون بلا حدود" قد خرجت من سياق الهامش كي تغتال المركز وبتمويل سخي مجهول، أي أنها ولدت من رحم الوباء فاستحقت الاجتثاث.. على اعتبار أن مؤسسة مؤمنون بلا حدود لا علاقة لها بالفكر والحداثة والتنوير، رغم دخولها في سياق النشاط الاجتماعي الذي اتخذته كطعم تقوم من خلاله بالتوغل في المجتمع الأردني؛ لإيجاد حاضنة لها في قلبه، ومن ثم بناء منصة ثقافية لإطلاق أفكارها التي جوبهت من قبل كل فئات المجتمع الأردني بحيث اتهمت بأنها تمثل الوجه الآخر لداعش، وفي أنها تتبنى دوراً تخريبياً في المجتمع أنيطت به من قبل مخابرات الدولة التي نشأت فيها أو دعمتها بالسر.

 
 
 
 ولا استبعد في سياق ذلك هذا الدور المشبوه من قبل إحدى الدول العربية التي عهدت بتيني منهج الحداثة من باب التوظيف الاستخباراتي على حساب منهجية الفكر الحداثي الذي تم تسطيحه من قبل الأغرار والمنتفعين من باب الغاية تبرر الوسيلة.
 
فبدلاً من استخدام تقنيات الحوار المنفتح على الآخر استعانت هذه المؤسسة ممثلة بأمينها العام الدكتور يونس قنديل بتقنيات داعش لتمثيل دور الضحية من خلال افتعال تمثيلية الاختطاف الوهمي لنفسه بالتعاون مع ابن شقيقته كما أفادت التقارير الأمنية الأردنية.
 
من هنا استوجب عقاب أمين عام منظمة مؤمنون بلا حدود بعدما ادعى كذباً بأنه قد تم اختطافه موحياً بأن جماعات اسلامية تقف وراء ذلك، فلم تنطلي هذه الحركة التي تم اكتشافها على الأجهزة الأمنية التي القت القبض عليه وحولته إلى المدعي العام حيث اسند ل"قنديل" تهم: الافتراء على الآخرين، والادعاء الكاذب، وإثارة النعرات"، وفق ما أفاد تلفزيون "المملكة" الرسمي.
 
بدورها، ذكرت صحيفة "الغد" الأردنية أنّ "المدعي العام قرر حبس قنديل 15 يومًا في سجن الجويدة (جنوب العاصمة عمّان)، بينما تم توقيف ابن شقيقته مدة أسبوعين في سجن ماركا (شرق) على ذمة التحقيق في القضية".
 
وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث كما جاء في الموسوعة الحرة "هي مؤسسة فكرية بحثية تجمع ثلة من الناشطين والباحثين في مجاليّ الفكر والثقافة، مقرها الرئيس في مدينة الرباط في المملكة المغربية، ولها عدة فروع ومكاتب تنسيق في بعض الدول العربية".
 
وقد قامت هذه المؤسسة بإصدار بيان أعلنت فيه عن فصل أمينها العام على خلفية ما قام به.
 
وكانت هذه المؤسسة المشبوهة قد منعت من مزاولة نشاطاتها رسمياً في الأردن نظراً للشبهات التي أحاطت بخطابها الثقافي الديني القائم على إهانة الذات الإلهية. وكان رئيس رابطة الكتاب الأردنيين محمود الضمور قد أصدر قراراً بإلغاء المؤتمر الصحفي الذي كان القائمون على مؤتمر "انسداد المجتمعات الاسلامية والسرديات الاسلامية الجديدة" سيعقدونه في مقر الرابطة وتعرض لانتقادات شديدة.
 
من جهته، كان وزير الداخلية سمير المبيضين قد اوعز لمحافظ العاصمة بمنع اقامة المؤتمر الذي تقوم عليه مؤسسة "مؤمنون بلا حدود" ومركز "مسارات تنوير" لوجود اوراق تسيء للذات الالهية.
 
ولعل ما جرى مؤخراً، على خلفية مسرحية اختطاف أمين عام مؤسسة "مؤمنون بلا حدود" من عاصفة إعلامية أتت على توجيه التهم للتيارات الإسلامية ومنها جماعة الأخوان المسلمين، يبين محددات خطاب هذه المؤسسة المشبوهة التي تدعي التنوير، والقائمة على التحريض وإثارة الفتن بذريعة مجابهة الإرهاب الإسلامي، الأمر الذي كان سيعرض النسيج الثقافي والاجتماعي الأردني بأطيافه للنعرات والفتن، هذا لو احتسبنا نية أمين عام المؤسسة المبيتة في اتهام جماعة الأخوان المسلمين (تحديداً) باختطافه.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد