هل سيبقى هذا الظل مخيما؟

mainThumb

19-11-2018 09:11 AM

يمكن إعتبار قضية التأثيرات والتداعيات السلبية عن النهج السياسي ـ الفكري الذي يضطلع به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، واحدة من أهم القضايا المثيرة للإهتمام والمطروحة على بساط البحث منذ أعوام طويلة، خصوصا وإن البراثن السياسة ـ الفكرية ـ العسكرية باتت تمسك بلدان المنطقة من مواضع قد لانبالغ إذا ماقلنا إنها مواضع الالم، وأكثر شئ ساعد ويساعد هذا النظام ويشجعه ويحفزه على الذهاب بعيدا في نهجه هذا وعدم إكتراثه بحالة التوجس والقلق التي تحيط بالمنطقة  بل وعدم إهتمامه بالنداءات الصريحة الدولية والاقليمية التي تطالبه بالكف عن ذلك، يضع بلدان المنطقة وخصوصا المعنية منها أكثر من غيرها(رغم إن جميع البلدان ستكون معنية في نهاية المطاف)، أن تبادر لإتخاذ موقف في المستوى المطلوب أو بتعبير أدق في حجم وسياق يوازي الموقف الايراني ويجاريه.
 
التدخلات الايرانية المباشرة التي شملت سوريا والعراق ولبنان واليمن وتهدد البحرين والسعودية الامارات بصورة مباشرة وبقية بلدان الشرق الاوسط بطريقة غير مباشرة، يبدو إنها تتمدد وتتوسع لتشمل مساحات وفضاءات أرحب، فقد ذ?رت وسائل إعلام أفغانية، أن ضباطا أفغانا سابقين شاركوا في حوار بالعاصمة كابول حول العوامل الكامنة وراء إنشاء فرقة "فاطميون" الأفغانية التابعة لإيران، ودرسوا كيفية تجنيد عناصرها وتأثير ذلك على الأمن القومي الأفغاني وحذروا من عودة عناصر هذه الميليشيات، التي أنشأتها إيران بهدف الدفاع عن بشار الأسد، من سوريا إلى أفغانستان وأشاروا إلى ضلوع هذه الميليشيات الشيعية في بعض الاشتبكات العسكرية في أفغانستان أيضا!
 
ليس بالامكان إعتبار هذا الامر بمثابة حدث أو تطور جديد على الدور الايراني في المنطقة، لكن الذي يدفع للإهتمام والملاحظة أكثر، هو إن الاوضاع في سوريا والتي تسير بإتجاها مختلفا تماما عن الذي كان يحلم به القادة والمسٶولون في طهران خصوصا بعد تزايف المطالب الروسية بخروج المسلحين الاجانب في سوريا في إشارة واضحة للافغان والباكستانيين والعراقيين وغيرهم، وقد تضعهم في موقف حرج وصعب أمام الشعب الايراني من جراء تلك المغامرة الفاشلة التي كلفت إيران أكثر من 150 مليار دولارا، سوف تضطره لكي يقحم أنفه كعادته في أمور وشٶون وأجندات جديدة من أجل إشغال الشعب الايراني بها وإبعاده عن فضيحته في سوريا.
 
قضية ميليشيات فاطميون والميليشيات الطائفية الاخرى من مختلف البلدان والتي قام النظام في إيران بإستغلالها في سوريا، تسلط الاضواء مرة أخرى على قضية التدخلات الايرانية التي صارت بمثابة ظلال داكنة على بلدان المنطقة وبلدان أخرى، صارت تلفت ليس النظر وإنما السخط والغضب من جانب شعوب هذه البلدان قبل دولها، وهو مٶشر على طهران أن تحذر منه كثيرا!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد