قصة فقر تبكي الحجر في الزرقاء

mainThumb

21-11-2018 05:46 AM

السوسنة – اقرأ، وعلى مواطن ومسؤول في الدولة أن يقرأ القصة من ألفها إلى يائها، لكي يعرف الجميع حجم المعاناة والمأساة والألم الذي يعيشه الفقراء في الأردن
 
هذه القصة التي نشرتها صحيفة الدستور، عبارة عن عينة من آلاف قصص الفقراء، الذين يبكي واقعهم عيون كل من رآه، إلا عيون المسؤولين الجميلة فهي كالحجارة أو أشد قسوة.
 
في الزرقاء... بيت شعبي شبه فارغ من الأثاث، إلا أنه مثقل بالديون والهموم والامراض والأوجاع والمآسي.
 
ثلاجة فارغة تماما من الطعام، إلا أنها ممتلئة بالأدوية والعلاجات، وجوه منيرة بسامة في الظاهر، إلا أنها تحمل من ورائها بؤسا وتحديات كثيرة. 
 
«لقد خيم اليأس على وجداني وسيطر على أحاسيسي وأصبحت مكبلا بالهموم بعدما وجدتني حبيسا بين أربعة جدران» بهذه الكلمات جلس المواطن يروي لــ(الدستور) تفاصيل المأساة المريرة التي تعرض لها.
 
يرفع المواطن ( 61 عاما) نظارته على رأسه، يمسك بيده التي ترتجف لا إراديا بسبب خلل في الاعصاب منديلا ويمسح دمعات ذرفها من عينه بشكل لا ارادي كذلك.
 
يشكو من وجع سنوات عجاف تكالبت عليه وأمراض أقضت مضجعه وجعلته يترنح ما بين أمراض الاعصاب والدسك والروماتزم، فضلا عن مرض الضغط الذي لا يعرف التهدئة ومرض السكري الذي لا يعرف أي لون للهدنة مع جسده منذ سنوات بعيدة رغم الحمية التي يتبعها دون جدوى.
 
لا يكاد يحكي لنا مأساته المريرة، فهو لا يشكو قلة الطعام وحسب، بل يشكو العوز والفقر الذي خيم عليه، ويقول «كانت أحلامي كلها تتلخص في أن ألتقط هذا الفقر اللعين الذي تخيلته العدو اللدود الذي يخرج لي لسانه وكأنه يستهزئ بي من ضعفي أمامه وعدم قدرتي على التخلص منه واقتلاعه من جذوره. 
 
لكن يبدو أن الفقر كان عفيا حيث أبى مغادرتي وراح يضرب بأنيابه ويحفر في حياتي حتي تمكن منها وأعلن أمامي راية العصيان وشيئا فشيئا رضخت...وتزوجت من إحدى الفتيات واتفقت معها منذ اليوم الأول على تكوين أسرة تعيش في استقرار..لكن شبح الفقر كان يعاندني بارادته القاتلة. ورحنا نتلاطم بين أمواج الفقر المتقلبة التي كانت تفوق أحلامنا. ومرت السنة الأولى من الزواج وانتهت بمشاعر الخوف والفزع بعدما تفاقمت المسؤولية علي كاهلي».
 
أما عن ايجار المنزل فهذه معاناته لتخلفه عن دفع الايجار لعدة أشهر.
 
 لجأ الى صندوق المعونة.. ويتقاضى مبلغا مقداره 150 دينارا حيث يدفع منها اجرة بيت 100 دينار ولا يبقى له الا 50 دينارا مصروفا لاحتياجاته المعيشية له ولأولاده الثلاثة، ويأمل بسكن يؤويه ومساعدته وإنقاذه من العوز والفقر. 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد