مستقبل النفوذ الايراني في العراق

mainThumb

21-11-2018 08:28 AM

على أثر الاحتلال الامريكي للعراق والذي أسفر عن فتح الابواب لتغلغل النفوذ الايراني في العراق وتمكنه من أن يصبح اللاعب الاكبر على الساحة العراقية التي صارت مرتعا له لتنفيذ مخططات ليست تتعلق بالعراق فقط وإنما ببلدان المنطقة أيضا بحيث يمكن القول أن العراق وبسبب من هذا النفوذ، قد صار قاعدة إنطلاق للمخططات الايرانية ضد بلدان المنطقة.
 
أهم وأخطر الاسباب التي وقفت خلف إنتشار النفوذ الايراني في العراق، مزاعم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بشأن دفاعه عن الشيعة ونصرته لهم ولاسيما وقد قام النظام الايراني خلال العقود الماضية بالعزف على وتر مظلومية الشيعة والتي كان لها ثمة أثر تم إستغلاله من جانب طهران الى أبعد حد، وقد عمل النظام الايراني دائما على المراهنة على هذا الامر حتى إنه وصل الامر به الى إعتبار العراق العراق خطا أماميا له لمواجهة أعدائه عند نشوب حرب ضده.
 
النظام الايراني الذي يقوم بخداع شعبه قبل الآخرين وإيهامه بشعبيته في بلدان المنطقة والعراق خصوصا وإن الشعب الايراني يعاني من ظروف وأوضاع سلبية مختلفة، ولكن يبدو إن الامور بالنسبة للنفوذ الايراني في العراق تسير في طريق وإتجاه يتناقض مع مايٶكده النظام الايراني، إذ أنه وبحسب" أدلة مستقاة من استطلاع جديد للرأي العام تظهر أن شهر العسل الإيراني مع الشيعة العراقيين يتلاشى بسرعة"، كما جاء في مقال نشرته صحيفة"واشنطن بوست"الامريكية.
 
في هذا المقال الذي ذكر نتائج وأرقام صادمة ومفجعة بالنسبة لنفوذ النظام الايراني في العراق فقد جاء فيه"كشفت النتائج التي توصلت إليها الدراسات الاستقصائية الأخيرة عن تغييرات جذرية حقيقية، فقد انخفضت نسبة الشيعة العراقيين الذين لديهم مواقف مواليه لإيران من 88 في المائة في 2015 إلى 47 في المائة في خريف عام 2018. وخلال الفترة نفسها، ارتفع من لديهم مواقف مناهضة تجاه إيران من 6 في المائة إلى 51 في المائة."، وهذا التطور في الحقيقة ليس مفاجئا أو مسألة نظرية قد تزعمها الصحيفة، ذلك إن الانتفاضة التي شهدتها مدن جنوب العراق والبصرة خلال الاشهر الماضية بش?ل خاص والتي ذات غالبية شيعية، والتي تم خلالها ترديد ورفع شعارات مناهضة للتدخلات الايرانية في العراق وطالبت بإنهائه ومواجهته، قد أثبتت بأن هذا النظام لم يعد مرحبا به في العراق وإن العد التنازلي لإنهاء نفوذ وتلاشيه قد بدأ فعلا.
 
لماذا يتراجع نفوذ النظام الايراني في العراق وتنحسر شعبيته بين الاوساط الشيعية بشكل خاصك بموجب ماجاء في المقال آنف الذكر، فإنه "يحمل الشيعة العراقيون إيران مسؤولية بؤسهم على ثلاثة مستويات: فعلى المستوى السياسي، يعتبر الشيعة أن إيران هي الداعم الرئيسي لجميع الحكومات العراقية منذ عام 2006. وعلى المستوى الاقتصادي، استخدمت إيران العراق كطريقة لتجاوز العقوبات الاقتصادية التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على طهران. وتتلقى إيران أيضا اللوم على مشاكل المياه التي أصابت البصرة وجنوب العراق، بسبب نقص إمدادات المياه والكهرباء في إيران التي قطعت تدفق الأنهار التي توفر المياه النظيفة للعراق."، ومن هنا، وفي ظل الاوضاع والتطورات الجارية والتي تسير كلها في سياق متعارض ومتضاد مع سياسات النظام الايراني، وفي ظل معرفة الشعب العراقي بأن السبب الاكبر وراء كل مآسيه ومحنه وأوضاعه السلبية هو النفوذ الايراني في بلده، فإن من المنتظر أن نشهد إنحسارا نوعيا لهذا النفوذ بحيث سيكون له تأثير كبير على الدور الايراني في المنطقة وعلى الاوضاع الداخلية في إيران.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد