من التراث (20) صالات الأفراح وأفراح الصالات

mainThumb

21-11-2018 03:21 PM

قديماً كان للأفراح بهجةً ومتعةً يتذوقها أهل الفرح والمدعوين تتمثل في سهرات الغناء وإجتماع الأهل والجيران والاقرباء والتي كانت تجمع الاحبة في اكثر من ليلة فرح ويتوج الفرح بوليمة الغداء والتي كانت اغلبها في يوم الجمعة يتم تحضيرها وطبخها من قبل الاقارب بليلة الخميس وبمجموعة من المتطوعين يسهروا على تجهيز وليمة الغداء حتى الصباح وبعد صلاة الجمعة مباشرة يتم تناول طعام الغداء وزفة العريس والنقوط وإحضار العروس من بيت أهلها الى بيت عريسها حيث يتم زف العريس بزفةٍ سريعةٍ وقصيرةٍ وادخاله الى عروسه فيُصمد بجانبها لفترةٍ قصيرةٍ يرقص امامه وامام عروسه اهله وأخواته وبعض خاصته –
 
واليوم استُبدل هذا التراث من الحفلات بطرقٍ مغايرةٍ تماماً ما تعود عليه الاباء والاجداد وطفا على السطح طرق جديدة لافراحنا وأعراسنا فاصبحت الصالات المكان الذي يقام فيه الأفراح والأعراس -- فتجد صاحب الفرح ينتظرك في الصالة التي يدفع اُجرتها مبالغ ترهق العريس وأهله لتبارك له في هذه المناسبة ويكون زمن ووقت المباركة لا يتعدى بضع دقائق وهي زمن أكل صحن الحلوى المعد لهذه المناسبة – والادهى والامر ان المباركة في هذه المناسبة والتي  قد تسحبك المناسبة الى مسافات في إحدى صالات الافراح البعيدة وتكون الحجة بالغالب (مهو ما فيش نقوط )وهنا لا بد لنا أن نكون بمنتهى الصراحة اليست مشاركة أصحاب المناسبة ترهق المعزوم بأن تكبد عناء السفر وقد تكون المسافة بعيدة لأكثر من مايتي كيلو متر من سكن المدعو-- ومن لا يملك السيارة يضطر لإستئجار سيارةٍ تكلفه مبلغا ليس بالقليل--  اليست المناسبة في بلد المدعو من جار وقريب ( عندما يكون صاحب المناسبة من نفس بلد المدعو) اهون عليه حتى ولو كان النقوط مضاعفاً 
 
إن حضور أفراح الصالات لا يكون الاّ لإثبات وجود كي يسُلمْ المدعو ويبارك لأهل العرس ويعود الى بلده التي جاء منها وكأن المباركة والسلام --لا تجوز ولا تسقط واجب الحضور عن المدعو او المعزوم الا اذا قطع المسافات الطويلة المرهقة للسلام على أهل الفرح والمباركة لهم.
 
لقد تخلينا عن تراثنا وتراث آباءنا واجدادنا راضخين لمطلب عروس أن تكون حفلتها بصالة وقد تشترط أن تكون الحفلة خارج سكن اهلها وسكن خطيبها فاصبحنا نسلّم رقابنا لرأي فتاة او رأي أُمها راضين بهذه المطالب رغما عنا واصبح البعض يتفاخر بالصالة الأكثر أجراً وأنها كانت في عمان او اربد او الزرقاء 
 
قد يقول بعضنا إن بيوتنا لا تتسع لحفلات الاعراس في هذه الايام وهنا اقول ان البيئة المدنية والأماكن السكنية المزدحمة قد ينطبق على أهلها ضيق المكان المنزلي لكن قُرانا وبوادينا فيها من الأماكن المناسِبة لهذه الافراح الكثير – فهناك الدواوين والمضافات وساحات المنازل التي لا تحتاج الى هذه التكاليف العالية المرهقة للأهل وللحضور.
 
ومما يزيد من صعوبة التعامل مع هذه المواقف أن اكثر اولي الامر لا يكن لديه جُراة الحزم في تغيير هذه العادات الجديدة الدخيلة علينا امام بكاء إبنته (العروس) ( مهيه مناسبه مرّه بالعُمر – مهو بدّه يجي عليّ صاحباتي – بس بدي هذا الطلب وبديش غيره )وأمام هذه الدموع المتساقطة من العروس ونظرا للعاطفة التي تطغى على عقل الوالد يضطر معظمنا بل وأكثر الرجال الى الإنجرار وراء هذه المطالب المرهقة على جميع اصحاب ومدعوي المناسبة .
 
لنحاول تصويب بعضاً من فقرات المناسبات التي ترهق كاهل العريس وأهله ولنتساعد في تذليل بعض ما يعاني منه العريس وأهله من تكاليف مادية قد ترافقه وترافق عروسه ديناً عليه سنين طويله يكون قد استلفها من البنوك او اصدقائه
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد