كن إيجابيا

mainThumb

24-11-2018 01:49 PM

 للأسف الشديد أصبحنا سلبيين في كل تعاملاتنا مع بعضنا البعض وفي تفكيرنا، وأضحينا نفترض سوء النية حتى يثبت عكس ذلك، فلقد صار البعض يشكك بكل محيطه والمفروض أن يحسن الظن بالآخرين الى اذا أثبتت التجربة غير ذلك.
 
لقد حثنا ديننا الحنيف على حسن الظن بالناس والتماس الأعذار الإيجابية لهم، لا أن نفترض السيناريوهات السلبية والمحبطة، فنحن بشر وجبلنا على الخير والشر والمفروض أن يكون الخير هو المسيطر والذي يطفح ويظهر دائما، والشر يجب أن يكون محبوسا بقوة إيماننا وحبنا لغيرنا.
 
إن ما نشاهده في شوارعنا وأسواقنا ومدارسنا وجامعاتنا من ضيق الخلق والصدر نذير شؤم على المجتمع برمته، فالجميع - إلا من رحم ربي – عصبيا ويفقد سيطرته على لسانه وتصرفاته مباشرة، وكأن مشاكل الحياة وتبعاتها الإقتصادية المثقلة على الجميع، ألقت بظلالها علينا، وهذا بإعتقادي البسيط ليس السبب المباشر، فكلما زاد الإنسان فقرا كلما زاد طيبة وقناعة وزهدا بالحياة اذا كان ذلك مرتبطا بإيمان بخالقه وبأن رزقه مقسوم.
 
الملاحظ أن معظم الناس غير راضية بوضعها ودائما تتطلع لمن هم أفضل منها، وهذا ليس عيبا اذا لم يكن حسدا بل غبطة ومحبة في امتلاك ما أوتي الآخرين مع البقاء واستمرارية نعم الله على خلقه.
 
إن ضعف علاقتنا وهوان حبلنا مع خالقنا وعدم قناعتنا يقينا أن الرزق من الله سبب لكل ما ذكرت، فالخالق قسم الأرزاق بقدر وما علينا إلا أن نسعى في طلبها.
 
وفي النهاية علينا أن نكون إيجابيين وبشوشين في تعاملاتنا مع غيرنا اذا لم يكن من أجل الآخرين وإرضاء للخالق فليكن حفاظا على صحتنا التي اذا ما فقدناها – لا سمح الله - فإنها لا تشترى بالمال. إن احترامنا لغيرنا وتبسمنا في وجه غيرنا هما سر نجاحنا وسعادتنا وسبب لمرضاة خالقنا.
 
جعلنا الله وإياكم من القنوعين البشوشين الذاكرين لهم الناس بالخير. 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد