البلطجية عنوانها نتنياهو

mainThumb

04-12-2018 01:08 PM

بعد ولادة السلطة الفلسطينية على الأرض، داخل وطنها، عادت كتائب وأجهزة ومؤسسات منظمة التحرير إلى فلسطين، بفعل إتفاق أوسلو التدريجي متعدد المراحل، ومنهم السفير السابق أبو هشام سميح عبد الفتاح الذي تولى مهام مستشار الأمن الوطني للرئيس محمود عباس، وفي إحدى جلسات العمل مع بعض القيادات الأمنية الإسرائيلية، وفي سياق ما هو معروف عنه، أنه صاحب نكتة لاذعة، ويقول ما يشاء، ويبعث رسائله الجدية، عبر النكتة والسماحة والذكاء الخارق شافاه الله وأطال في عمره، قال لهم " ونحن في المنفى قبل أن نعود إلى بلادنا، كنا نلتقي معكم في إطار التصادم والصراع والملاحقة، كنا نتوهم أنكم دولة قوية متماسكة نموذجية، ولكن بعد أن عُدنا وتعرفنا عليكم وعلى دواخلكم، تغيرت الصورة عندنا، وتغيرت الانطباعات عنكم، فأنتم مثلنا، مثل بلدان العالم الثالث المتخلف، الفساد والرشوة ضاربة أطنابها عندكم وبينكم " . 
 
ونتنياهو زعيم الليكود القوي ورئيس وزراء حكومة المستعمرة الإسرائيلية نموذج للفساد والتحكم الذي قصده ابو هشام، لا يتردد في إستعمال كل الأسلحة الفاسدة للبقاء في السلطة واستثمارها وتوظيفها خدمة لأغراضه وسياساته وبرامجه، فها هو متهم بأربعة ملفات مفتوحة لأربعة قضايا، أثبتت الشرطة إعتماداً على شهود موثوقين صحة الإتهامات وأوصت بمحاكمته بثلاث ملفات لثلاثة قضايا بدون تبرئته من الملف الرابع الذي مازال في طور التحقيق، ومع ذلك لا يتصرف كمسؤول يحترم القانون، بل يواصل التمسك بموقعه السياسي، ويستغل نفوذه للتهرب من المحاكمة عبر تغيير شخوص الوظائف، بدءاً من مدير الشرطة الذي إنتهت ولايته إلى قضاة المحاكم، إلى ربط الانتخابات بفترات محددة تسمح له بالترشح مرة أخرى إلى محاولة التأثير على النائب العام، بهدف تبديد المحاكمة وإزالتها من ذهن الناس ومتابعاتهم، وعدم الرضوخ لتوصية الشرطة . 
 
نتنياهو متهم : 1 – بالرشوة و 2- الإحتيال، و3 – إستغلال الثقة، عبر ملفات القضايا التي وثقتها الشرطة وباتت ملزمة لتقديمه للمحاكمة، ومع ذلك يرفض الانصياع، مثل أي بلطجي، الأمر الذي يضع مؤسسات المستعمرة الإسرائيلية أمام التحدي على المحك، وهل تستطيع إنزاله بقوة القانون والملاحقة القضائية، أم أن المستشار القضائي سيبدد القرار ويجد له مخرجاً لأن نتنياهو صاحب الفضل عليه بتعينه ؟؟ . 
 
المشكلة لدى المستعمرة الإسرائيلية وعندها، أنه محظي بسببها لأن المعارضة ضعيفة أمامه، فقوة اليمين الإسرائيلي المتطرف تقف إلى جانبه لأنه يسير وفق برنامج الضم التدريجي لما تبقى من فلسطين، والعمل على تهويدها وأسرلتها بإستثناء قطاع غزة الفقير المحاصر، ولذلك تنظر المعارضة اليمينية المتطرفة لأهمية بقاءه وتنفيذ برنامجها من خلاله كونه متفقاً معها في إبتلاع ما تبقى من فلسطين، أهم من محاكمته وإدانته والتخلص منه بالرشوة والاحتيال واستغلال الوظيفة . 
 
المعارضة الرسمية بقيادة لفني، مع اليسار الصهيوني ميرتس، ومع القائمة البرلمانية المشتركة الممثلة للفلسطينيين في مناطق 48 لا تملك القدرة للإطاحة به، ولذلك ستبقى مناوراته في إطار اليمين واليمين المتطرف ويلعب معهم ويقودهم، بلا وازع من ضمير أو حس بالمسؤولية، في ذروة النشوة التي يعيشها أمام الانقسام الفلسطيني المهداة له مجاناً من قبل طرفي المعادلة الفلسطينية فتح وحماس، وفي ظل الحروب البينية العربية التي تعتمد بعض أدواتها على التعامل والتطبيع مع العدو بدون أي إعتبار على أنه العدو الوطني والقومي والديني للعرب وللمسلمين وللمسيحيين وأنه يحتل أراضي ثلاثة بلدان عربية، وأن وهم التصادم مع إيران أهم من التصادم من هذا العدو . 
 
العوامل المحيطة بنتنياهو تصب لصالحه وتجري في مجرى يخدم بقاءه، فهل يُفلح في مسعاه ويتخلص من التهم اللاصقة به أم أنها تملك من الأدلة الفاقعة التي ستتيح الإطاحة به رغم الظروف المحيطة التي تعمل لصالحه ؟؟ .            
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد