أُسيد اللوزي شهيد الواجب

mainThumb

05-12-2018 12:43 PM

أعلن مدير الاعلام لمؤسسة الضمان الاجتماعي أن المؤسسة تعمل على دراسة حالة الراحل أُسيد اللوزي الذي قضى نحبه متطوعاً لإنقاذ طفلة سقطت في حفرة امتصاصية في منطقة خريبة السوق خلال الموجة المطرية الشديدة في شهر تشرين الثاني الماضي.
 
الاهتمام بأسيد يعود لسببين : أولهما أن له حقاً تعمل المؤسسة على توفيره له وفق حقوقه كمشترك في الضمان، وثانيهما لأنه قضى نحبه خلال عملية انسانية أخلاقية شُجاعة يستحق عليها أن تُكرم أسرته لا أن تُعاقب بفقدان معيلها، وفقدان حقهم في الكرامة وتوفير الاحتياجات وهو عمل صندوق المعونة الوطنية المطالب بالتحرك نحو هذه القضايا الانسانية لا أن يقف منتظراً من يراجعه، فالناس لا تعرف كيف تحصل على حقوقها من المؤسسات الحكومية. 
 
مبادرة مؤسسة الضمان تستحق الاحترام على توجهاتها مما يعكس أن الاهتمام لا يقتصر على الجانب الحقوقي المالي وهو مهم وضروري، ولكن الاهتمام الانساني والأخلاقي يُوفر فرص التشجيع نحو المبادرات الانسانية والخلاقة التي تجعل الانسان لا يقف مكتوف الأيدي متفرجاً على مصيبة أمامه بل يتقدم لمعالجتها وازالتها والتخفيف من أضرارها على الناس، مع تأكيد المطالبة بعدم التورط في المغامرة غير المحسوبة التي تدفع لمضاعفة الخسارة كما حصل في واقعة خريبة السوق. 
 
مظاهر انسانية كبيرة كامنة في نفوس شعبنا وسلوكه، تعكس الرغبة في العمل، والخدمة، ومعالجة التقصير، ولكنها لا تجد المناخ الملائم في ابراز العمل التطوعي واشاعته كظاهرة شعبية انسانية مبادرة، فالعديد من العناوين التي تحتاج لتغطية مالية أو جُهد انساني، يمكن معالجتها عبر العمل التطوعي المبادر، الذي يجب أن يبدأ كظاهرة تربوية من المدرسة، لتنظيف المدارس مثلاً ومحيطها، والقيام بخدمة المجتمع المحلي، بهدف اشباع رغبات الشباب والشابات في العمل والاندماج فيه ورفع سويته ومضامينه، وبهدف تحقيق مردود ايجابي على المحيط الاجتماعي الذي يُعاني من الفقر أو يواجه تدني الخدمات وغيرها. 
 
العمل التطوعي مفتاح نجاح المجتمع لارساء الأخوة والشراكة بين الناس وتعميم الاحساس بالمسؤولية وتوزيعها برغبة وتفانٍ بين الأردنيين، عبر مؤسسات المجتمع والأندية والأحزاب والنقابات، كل في دوره ومحيطه ومدى اهتماماته. 
 
أُسيد اللوزي يجب تسمية شارع باسمه، وكتيبة من المتطوعين الشباب تضع هدفاً للعمل على تحقيقه، فهو شهيد مثل كل الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن نعيش بكرامة وأمن، وأسيد لم يكن الا واحداً من هؤلاء الذين قضوا وضحوا بحياتهم من أجل الآخرين. 
 
أسيد له الرحمة والسكينة والشكر للضمان الاجتماعي على مواصلة دورها في تأدية الواجب، ولتكن ذكراه فاتحة الآفاق نحو المبادرات التطوعية لرفعة قيم مجتمعنا والاسهام بحل مشاكله ومتاعبه.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد