جميل البدور .. رحل صديق الحياة - د. صبري ربيحات

mainThumb

07-12-2018 02:13 PM

منذ خمسينيات القرن الماضي واستكمالا لما قام به الاوائل من ابناء الطفيلة كانت اسماء صالح العوران و جودت المحيسن وجميل البدور وفرحان الشبيلات ومحمد عودة القرعان وعبد خلف الداودية وشاهر المحيسن وعلي الكلالدة ومهنا الحراسيس ومرضي القطامين وسلامة العودات وعبدالله العوران وغيرهم العشرات سفراء للطفيلة يرسمون ملامح الصورة الذهنية التي حملها الاردنيون عن الطفيلة واهلها .
 
بفضل هؤلاء الرجال العظام كانت الصورة مشرقة وجميلة فقد شكلوا لدى الاردنيين صورة ذهنية جميلة عن الطفيلة واهلها فيها من الرجولة والاستقامة والصدق والبذل والوفاء ما جعلنا نفخر بهم وبهويتنا كما القت على عواتقنا نحن الجيل اللاحق مسؤولية الحفاظ على هذا الارث وحمايته من العبث والتشويه .كنا كاطفال ويافعين نحمل لهؤلاء الرجال الكثير من التقدير والامتنان ونتطلع لهم كامثلة ونماذج نتمنى ان نقترب من سماتهم وانجازاتهم وسمعتهم العطرة.
 
من بين هؤلاء الرجال كان جميل البدور حالة خاصة فقد كان في شبابه مناضلا عنيدا دفع كلفة ذلك هجرة وتشريدا قبل ان يعود لاحقا الى وطنه الذي اخلص له واحبه . ليصبح احد اهم واشهر الاطباء الذين انتشرت عياداتهم على مساحة الفضاء العماني فالى جانب عبدالرحمن شقير ومنيف الرزاز وموفق خزنة كاتبي وقنديل شاكر والتوتنجي كان الطبيب الانسان جميل البدور.
 
في عيادته التي استقرت بجانب سينما زهران وامام سرفيس العبدلي كان جميل البدور يقابل المرضى الذين يقصدونه من مختلف مدن وقرى وبوادي الاردن فيستقبلهم بوافر المحبة والرعاية فهو يستمع لشكواهم ويتعاطف معهم ويريحهم . لم يلتفت جميل البدور الى بناء ثروة او انشاء مستشفى ولم ينظر للمهنة على انها استثمار اقتصادي فقد كان همه تخفيف الام الناس واطالة امد الحياة لقد كان جميل عطالله البدور عدوا للموت وصديقا للحياة.
 
في قريتنا عيمة كنا نفخر نحن ابناء عشيرة الربيحات بان جدته لابيه هي احدى بنات عشيرتنا وكنا نسمع عن جميل ومعاملته للمرضى وتشخيصه للامراض فقد كان يرحمه الله ملاذا لكل من الم به المرض واحتاج الى ان يرى طبيبا موثوقا وصادقا ومريحا. كان الاباء يتذكرون ارشاداته ووصفاته وحديثه ومواقفه الانسانية مع كل من لم تسعفه الظروف ولم يكن بمقدوره دفع اتعاب الطبيب وتكاليف الدواء.
 
لقد حمل جميل البدور في صدره قلبا قادرا على محبة الانسانية والعطاء اللامحدود دون ان ينتظر ولو كلمة شكر او ثناء فقد امن ابن عشيرة الكلالدة بان الناس اخوة يجد كل منهم متعة وسعادة في اعانة اخوته ورفع الالم والمعاناة عن الضعفاء منهم.
لم يكترث جميل البدور يوما لبريق السلطة واضواء الكاميرات والالقاب التي تاتي مع المناصب الحكومية فقد عاش حياة العطاء الصادق البعيد عن كل اشكال الزيف والتظاهر مهتما بتنشئة كريمتيه ريم ومي ومستمتعا بصحبة احفاده.... رحم الله جميل البدور فقد ترك ارثا يصعب علينا ان نلم بتفصيلاته وغناه.
 
العزاء لاسرته ولال البدور الكرام ولكل الذين عرفوا هذا الطود الانساني الذي ظل متمسكا بانسانيته طوال العقود التسعة التي زرعها حبا ونبلا وعطاء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد