قوانين كرة قدم غريبة لا تعرفها

mainThumb

09-12-2018 09:31 AM

السوسنة - هل تساءلت يوما وأنت تتابع محطة الركلات الترجيحية في مباراة لناديك المفضل عن العدد الأقصى للركلات المسموح بتنفيذها خلال تلك المحطة الحاسمة لتحديد الفائز ؟

 
من المؤكد أن كثيرين لم يدر بخلدهم طرح ذلك السؤال، ليس لتركيزهم فقط على أطوار المباراة، وإنما أيضا لندرة حدوث تلك الفرضية، فركلات الترجيح عادة ما تنتهي في أعقاب الخمس الأولى المسموح بها وقد تتجاوزها بركلتين أو ثلاث في أقصى الحالات قبل التعرف على الفريق الفائز.
 
لكن هذه الساحرة المستديرة تبدو صندوقا عجيبا مليئا بالأسرار، ففيها من الجمال والإثارة بقدر ما فيها من القوانين الغريبة التي قد لا يعرفها الكثيرون لندرة حدوثها في المباريات.
 
الركلات الترجيحية
تتضمن الركلات الترجيحية عشر ضربات مناصفة بين الفريقين، على أن يتم تنفيذها بالتناوب، ومن قبل خمسة لاعبين مختلفين من كل فريق، ويسمح لحارس المرمى أن يسدد إحدى الركلات.
 
وفي حالة نهاية السلسة الأولى بالتعادل في عدد الركلات الناجحة، يتم اللجوء لسلسلة ثانية تكون حاسمة بمجرد أخذ الأسبقية في ركلة واحدة، كما يسمح -في السلسلة الثانية- لكل لاعب مسجل على ورقة المباراة بأن يسدد إحدى الركلات حتى وإن لم يشارك في المباراة.
 
وفي توضيح لهذه النقطة، يقول الحكم المساعد الدولي التونسي السابق توفيق العجنقي للجزيرة نت "لم تحدد قوانين كرة القدم عددا أقصى لركلات الترجيح الحاسمة التي يتم اللجوء إليها عند نهاية المباراة في وقتها الأصلي أو الإضافي بالتعادل، فحصة الركلات الترجيحية لا بد أن تسفر عن فريق فائز حتى وإن أدى الأمر إلى اعتماد كل اللاعبين المسجلين على ورقة المباراة، وفي حالة استمرار التعادل يعيد اللاعبون التنفيذ ثانية حتى يفوز أحد الفريقين".
 
وفي حال إقصاء لاعب من أحد الفريقين أثناء اللعب، يستبعد لاعب من الفريق المنافس خلال الركلات الترجيحية التي تقتضي القوانين بأن يتساوى فيها عدد اللاعبين بين الطرفين.
 
وتم تنفيذ أكبر عدد من الركلات الترجيحية في تاريخ كرة القدم عام 2005 وتحديدا في نهائي كأس ناميبيا بين ناديي كاكا بالاس وسيفيزس حيث لعب الفريقان 48 ركلة ليحققا رقما قياسيا لا يزال صامدا حتى اللحظة.
 
أما أعلى عدد من الركلات الترجيحية في بطولة دولية فكان بين غانا وساحل العاج خلال كأس أمم أفريقيا 1992 عندما تم تسديد 24 ركلة من الفريقين، وهو العدد نفسه المسجل خلال مباراة أخرى جمعت ساحل العاج بـالكاميرون في كأس أمم أفريقيا 2006.
 
 
حذاء ميسي
ماذا سيكون قرار الحكم لو سجل لاعب هدفا أو لعب تمريرة حاسمة وهو لا ينتعل حذاء؟ الحادثة حصلت في مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة عام 2017 وحينها نجح الأرجنتيني ليونيل ميسي في تجاوز دفاع الريال وتمرير الكرة لزميله فيدال ليسجل هدفا شرعيا.
 
ويقول الحكم الدولي التونسي السابق مراد الدعمي للجزيرة نت إن "قوانين كرة القدم التي تم تعديلها في سنة 2017 تسمح للاعب الذي يفقد حذاءه بشكل عفوي بمواصلة اللعب شريطة أن يعيد ارتداء حذائه في أول استئناف للعب، ولا يسمح له بالاستمرار في المباراة دون حذاء".
 
ويضيف الدعمي الذي أدار نهائي كأس أمم أفريقيا في نسختي 2000 و2006، أن اللعبة الشعبية الأولى تخفي الكثير من اللقطات النادر حصولها مثل اصطدام الكرة بجسم غريب وولوجها الشباك في مرمى الفريق المنافس، وهنا يتعين على الحكم تحديد طبيعة ذلك الجسم فإذا كان لاعبا احتياطيا للفريق هو الذي سجل الهدف يتم إلغاء الهدف وإقصاء اللاعب المذنب.
 
أما في حال دخول حيوان أو إلقاء قارورة واصطدام الكرة بذلك الجسم، فإذا تغير مسارها كليا أو تأثر الحارس أو المدافعون الذين بمقدرتهم استبعاد الكرة يجري إلغاء الهدف واستئناف اللعب بكرة ساقطة، أما إذا لم يتغير مسار الكرة قبل دخولها الشباك فيعتبر الهدف شرعيا.
 
وكانت مباراة نهائي كأس تونس لكرة القدم 2015 بين النجم الساحلي والملعب القابسي قد شهدت جدلا قانونيا بعد أن اصطدمت الكرة بقارورة ملقاة على الأرض لتتحول وجهتها وتلج الشباك حيث تم احتساب الهدف للنجم وسط احتجاج لاعبي الملعب القابسي.
 
ركلة البداية
شهدت قوانين كرة القدم في خصوص مادة ركلة البداية أو استئناف اللعب من نقطة وسط الملعب بعض التعديلات، فقد أصبح بإمكان أي لاعب تسجيل هدف من ركلة البداية بعد أن كان ذلك ممنوعا في السابق، أما إذا سدد اللاعب ركلة البداية نحو مرماه وولجت الشباك دون أن تلمس أي لاعب فحينها يحتسب الحكم ضربة ركنية.
 
ويوضح هذه النقطة الحكم الدولي المساعد السابق توفيق العجنقي قائلا "تم تعديل القانون الخاص بركلة البداية وأصبحت الأهداف المسجلة مباشرة شرعية، كما أن اللاعب صار بإمكانه تمرير الكرة للوراء من ركلة البداية بعد أن كان ذلك محظورا".
 
 
منشطات للحكام
قد يبدو التساؤل مشروعا حول تعاطي الحكام للمنشطات لتحسين لياقتهم ومجاراة النسق العالي للمباريات، ولكن قوانين كرة القدم تبدو صارمة في هذا المجال، إذ يحظر على الحكام تماما مثل اللاعبين تناول أي مواد منشطة ومحظورة ويخضعون للعقوبات نفسها التي يفرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على اللاعبين.
 
أهداف ملغاة 
استأنف أحد اللاعبين اللعب من كرة ثابتة ولكنه عوض اللعب نحو منطقة المنافس سدد الكرة نحو مرماه فولجت الشباك دون أن يلمسها الحارس، وهنا قد يعتقد الكثيرون أن الهدف شرعي، لكن العكس هو الصحيح، فمثلا لا يمكن احتساب هدف من ضربة تماس مباشرة بل يتم استئناف اللعب بضربة ركنية لمصلحة الخصم، كما تحتسب ركلة مرمى إذا دخلت مرمى الفريق المنافس مباشرة بحسب تفسير العجنقي الذي شارك في إدارة نهائي كأس أمم أفريقيا 2000 ودورة كأس العالم 2002.
 
وإذا تأهب الحارس لتنفيذ ضربة مرمى ثم سدّد الكرة في مرماه فتحتسب ضربة ركنية أيضا للفريق المنافس.
 
ضربة الجزاء.. حالة خاصة
سدد أحد اللاعبين ضربة جزاء فاصطدمت الكرة بالعارضة وعادت أمامه ليضعها في الشباك ويسرع نحو المدرجات تعبيرا عن فرحته، قبل أن يفاجئه الحكم بإلغاء الهدف واحتساب ضربة حرة غير مباشرة للمنافس، فالقانون يمنع اللاعب من لمس الكرة مرتين متتاليتين في ضربة الجزاء أو الركلات الحرة والركنية قبل أن تلمس لاعبا آخر ولا يعتد بلمس الكرة العارضة أو أحد القائمين.
 
قمصان المنتخبات
من المؤكد أن الكثيرين لاحظوا عدم وجود علامات تجارية على أقمصة المنتخبات على عكس قمصان الأندية.
 
ويعود سبب ذلك إلى أن الفيفا يحظر استغلال المسابقات التي تكون تحت إشرافه لغايات تجارية، وبالتالي فإن كل منتخب يضع ملصقات إعلانية أو علامات لشركات على أقمصة لاعبيه يعرض نفسه لعقوبات مختلفة.
 
وشهدت قوانين كرة القدم ولا تزال العديد من التعديلات خلال السنوات الأخيرة لمسايرة تطورها والاستجابة أكثر لروح القانون وجمالية اللعبة.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد