أكثر من ريح تهز الشجرة الايرانية

mainThumb

09-12-2018 11:48 AM

لاجدال على إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يواجه حاليا واحدة من أسوأ المراحل التي تواجهه منذ تأسيسه مع ملاحظة أن أوضاعه تشهد تراجعا على مختلف الاصعدة، لكن الذي يجب أن نلاحظه أيضا ونأخذه بنظر الاعتبار، هو إن طهران وخلال هذه المرحلة تتوالى التقارير الصادرة ضدها كالمدرار، والذي يمكن أن يسبب أ?ثر من إحراج لطهران إن هذه التقارير وفي خطها العام تركز على قضايا وملفات حساسة وذات خطورة على النظام.
 
منظمة العفو الدولي وفي أحدث تقرير موثق لها بعنوان: "أسرار ملطخة بالدماء.. لماذا لا تزال مجازر السجون الإيرانية في 1988 جرائم مستمرة ضد الإنسانية"، حيث أزاحت الستار مرة أخرى عن المجزرة التي تعرض لها 30 ألف سجين سياسي أغلبهم من أعضاء منظمة مجاهدي خلق، وطالبت الأمم المتحدة بإجراء تحقيق مستقل. فقد كشف هذا التقرير النقاب عن الإنكار والتشويه المستمر من قبل السلطات الإيرانية على مدار 30 عاما، سواء في الداخل أو على المستوى الدولي، لطمس حقيقة أنها أخفت قسريا وقتلت الآلاف من المعارضين السياسيين بشكل ممنهج في غضون أسابيع، بين أواخر يوليو وأوائل سبتمبر 1988. ولاريب إن الذي يجعل طهران تشعر بالقلق هو إن هناك ال?ثير من الادلة الرسمية بيد المعارضة الايرانية والمنظمات الحقوقية ضدها ومن أهمها وأخطرها التسجيل الصوتي لنائب الخميني، آية الله منتظري والذي يعترف فيه بببشاعة الجريمة وإنعدامها للأبعاد القانونية والشرعية على حد سواء.
 
تزامنا مع تقرير منظمة العفو الدولية أعلاه، فقد نشر المنتدى الاستراتيجي العربي في دبي، تقريرا عن إجمالي التكاليف المباشرة وغير المباشرة للبرنامج النووي الإيراني، مؤكدا أنها تجاوزت 517 مليار دولار منذ 2006، وقارن التقرير بين حجم هذا الإنفاق وبين التردي الكبير في الاقتصاد الإيراني. وأكد التقرير أن حجم هذا الإنفاق يأتي في الوقت الذي تصاعدت فيه وتيرة الاحتجاجات الشعبية في إيران، مع تدهور الأوضاع الاقتصادية بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي العالمي في مايو الماضي، وإعلانها فرض عقوبات جديدة على طهران. وقال التقرير:" يهدد هذا التطور الحرج، أي الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، بتجدد خسائر الاقتصاد الإيراني في 2018 وارتفاع معدلات البطالة”، وأضاف “أدى تردي الأوضاع الاقتصادية في إيران إلى اندلاع الاحتجاجات الشعبية في المدن الإيرانية بصورة متكررة في الأعوام الماضية تنديدا بالارتفاع الحاد في التضخم، وزيادة البطالة، والفقر، والفساد"، وإثارة موضوع هذين الملفين الخطيرين في وقت يزداد في الشارع الايراني إشتعالا بغضب غير عادي على سوء الاوضاع المعيشية وعلى فشل السلطات الايرانية في معالجة هذه الاوضاع مع ملاحظة إن الاحتجاجات وخلال هذه الايام تركز على شعارات من قبيل"اتركوا سوريا وفكروا في حالنا" الى جانب شعارات أخرى تدين الفساد والانفاق على أمور لاتفيد الشعب الايراني بشئ، ومهما يكن فإن الشجرة الايرانية لايبدو إنها ستصمد كثيرا بوجه هذه الرياح التي تهب عليها من كل جانب خصوصا وإن جذورها تقبع في أرض رخوة!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد