حب الوطن والتراحم أساس النهضة والتقدم

mainThumb

09-12-2018 02:02 PM

 يعتبر حب الوطن دافعا رئيسيا للتطوير والتحديث، اذا ما أخلص الفرد للوطن وشعر بحبه له وتعمق هذا الحب من خلال الأمن والعدالة المجتمعية، فلكل فرد في الوطن حقوق وعليه أيضا واجبات بإتجاه الوطن وبإتجاه الأخرين، مع الإيمان بأن حرية الفرد تنتهي عندما تبدأ حرية الأخرين.
 
فلا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى ومدى العمل والإجتهاد لرفعة الوطن وعلو شأنه. وهذا يتطلب وجود الألفة والتراحم بين أفراد المجتمع الواحد، فإذا كان المجتمع متراحما متحابا ومتعاطفا، نتج عن ذلك قوة الروابط المجتمعية، وتقديم الأخرين على المصلحة الخاصة، فلا حسد ولا بغض ولا رغبة في السيادة على حساب المجتمع، مع العلم واليقين بوجود الأكفأ لهذا أو ذلك العمل، فمبدأ : طالب الولاية لا يولى، يجب تطبيقه على أرض الواقع. واذا تم تطبيق التراحم والتعاطف والتلاحم بين أفراد المجتمع، نتج عنه مجتمعا متينا متماسكا كالجسد الواحد، يشد ويؤازر بعضه بعضا، تصديقا لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
 
لو تمعنا في الشعوب المتقدمة والتي تسبقنا كثيرا، لوجدنا أن مبدأ التراحم والتعاطف والمودة غير موجود بينهم بالصورة التي أسسها وبناها الإسلام، والموجود هو تطبيق وسيادة نظام بشري مبني على حقوق وواجبات، فالفرد يعرف ماله وما عليه، ويوحد الأفراد معا حبهم لأوطانهم وحرصهم على رفعتة وتطوره، فهو القاسم المشترك بينهم، مع تطبيق العدالة المجتمعية النسبية.
 
نحن وللأسف فقدنا ترابطنا مع بعضنا المبني على رحمة الإسلام ولا نطبق أي شيء من ذلك على أرض الواقع، ويحمل من هذا الدين الحنيف الكثيرون فقط إسمه، ولم نتخذ الغرب أيضا القدوة في تعاملاتنا مع بعضنا ولم نطبق الصدق والأمانة فيما بيننا، فأصبحنا وللأسف في ذيل القافلة، ينتّقد بعضنا بعضنا وأحيانا كثيرة يقتل بعضنا بعضا، فالقتل قد يكون بمعناه المباشر، وقد يكون بالنميمة والحسد والبغضاء. 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد