واقع مهزوز لا يسمح بموقف حدي

mainThumb

13-12-2018 12:27 PM

لايزال الملف النووي الايراني وبعد الانسحاب الامريكي منه والعقوبات القاسية التي قد فرضتها واشنطن على طهران، الشغل الشاغل في طهران، ذلك إن هذا الملف قد صار بمثابة محور مواجهة أساسية بين واشنطن وطهران مع ملاحظة إن واشنطن تسعى من أجل تطعيم هذا المحور بركائز قوية أخرى تجعل من طهران لاتقدر على الاستمرار في المواجهة.
 
العقوبات الامريكية الاخيرة التي أربكت روحاني ونظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وجعلتهما في وضع صعب، بحيث دفعت الرئيس الايراني الى مهاجمة الاجراءات الامريكية ضد طهران قائلا بأن واشنطن تسعى من خلال هذه القرارات الى ماوصفه بممارسة الارهاب الاقتصادي ضد إيران إضافة الى تلميحات من جانب روحاني وظريف بإحتمال الانسحاب من الاتفاق النووي في حال تزايد الضغوط الامريكية وعدم قيام الاوربيين بمد يد العون لهم. كلام روحاني هذا الذي يسعى من خلاله للدفاع ضمنيا عن موقفه ازاء المتشددين في طهران، هو ذو طابع دعائي أكثر من أي شئ آخر، خصوصا وإنه ليس في وسع حكومة روحاني ولاحتى في وسع المرشد الاعلى للنظام والذي يهيمن على مقاليد الامور كلها في إيران، من أن يعلن تخلي إيران عن الاتفاق النووي، خصوصا في هذه المرحلة الحساسية التي تواجه فيها طهران رياحا وعواصفا عاتية حيث لاتستطيع أن تفتح ثغرات أخرى في جدارها الدفاعي المتداعي اساسا سواءا من الداخل أم من الخارج أو حتى داخل النظام نفسه.
 
الاتفاق النووي بين مجموعة 5+1 وبين نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، هو إتفاق أشبه مايكون بحل مترنح وغير مستقر وليس حتى بحل وسط، خصوصا بعد أن توضحت المساعي والمحاولات الايرانية المشبوهة بعد الاتفاق للحصول على أجهزة ومعدات يمكن الاستفادة منها لتطوير البرامج النووية الايرانية وإنتاج القنبلة النووية، وهو الامر الذي أ?دته السلطات الالمانية لأكثر من مرة خلال العامين المنصرمين، والاهم من ذلك، إن طهران ماضية قدما في تطوير صواريخها البالستية التي قيدها الاتفاق النووي، وإن آخر تجربة صاروخية وماأثارته من ردود فعل دولية غاضبة تساهم هي الاخرى بالمزيد من الشك في نوايا طهران ورجحان عدم إلتزامها بتعهداتها.
 
النظام الايراني المعروف والمشهور بأساليبه الكثيرة في ممارسة الكذب والخداع والتمويه ضد خصومه ومناوئيه وبالاخص ضد الدول الكبرى وضد المجتمع الدولي، يعود ليمارس نفس الاسلوب من خلال موقف روحاني أعلاه و الذي يهدد فيه بأن تجر العقوبات الامريكية الاخيرة طهران بإتجاه الاخلال بإلتزاماتها  وتعهداتها بموجب الاتفاق النووي والانسحاب منه، وهو موقف تدحضه مقومات وركائز الواقع الايراني المهزوز و الذي يعاني من كومة هائلة من المشاكل والازمات، ولاسيما وإن المعارضة الايرانية المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية قد أكدت على الدوام بأنه من المستحيل على هذا النظام الالتزام بتعهداته والتخلي عن برامجه النووية، والذي يلفت النظر أكثر هو إن ماأعلنته وتعلنه المقاومة الايرانية بشأن نوايا طهران المشبوهة، كان و لايزال هو الاصدق والاقرب للفهم و الواقع، وفي كل الاحوال فإن الواقع الايراني المهزوز والضعيف لايسمح أبدا بإتخاذ تلك المواقف الجدية التي أعلنها روحاني وغيره والنظام بصورة عامة ليس في ذلك المستوى!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد