أردوغان: ترامب أكثر تفهما للخطة العسكرية في شرق سوريا

mainThumb

18-12-2018 08:44 AM

السوسنة - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين إن بلاده ربما تشن في أي وقت عملية عسكرية جديدة في سوريا، مشيراً إلى دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب رغم أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أصدرت تحذيرا صارما لأنقرة بهذا الصدد.

 
وقال البنتاجون الأسبوع الماضي إن قيام أي طرف بعمل عسكري أحادي في شمال شرق سوريا، حيث توجد قوات أميركية، سيكون أمرا "غير مقبول".
 
لكن أردوغان عبر عن اعتقاده بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان أكثر تفهما من البنتاجون للخطط التركية للتحرك شرقي نهر الفرات.
 
وقال أردوغان في خطاب ألقاه بإقليم قونية بوسط البلاد "أعلنا رسميا أننا سنبدأ عملية عسكرية شرقي الفرات". وأضاف "ناقشنا ذلك مع السيد ترامب وكان رده إيجابيا".
 
ولم يرد البيت الأبيض على طلبات للتعليق على ما ذكره أردوغان لكنه أعلن يوم الجمعة أن ترامب ناقش معه الملف السوري أثناء محادثة هاتفية.
 
وقال السفير جيمس جيفري الممثل الأميركي الخاص بسوريا "في ظل التهديدات (التركية) بالتحرك للتعامل مع هذه المشكلة بأنفسهم فقد تواصلت الولايات المتحدة على كل المستويات مع الأتراك".
 
وعبر عن اعتقاده بأن الوضع "هدأ إلى حد ما".
 
وقال لمنتدى مؤسسة المجلس الأطلسي البحثية في واشنطن "أعتقد أننا على استعداد للعمل مع الأتراك ومع الناس على الأرض لإيجاد سبيل للتحرك قدما".
 
والعلاقات بين الدولتين العضوين بحلف شمال الأطلسي متوترة منذ فترة طويلة بسبب خلافات بشأن السياسات الخاصة بسوريا. وتدعم الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية السورية في معارك ضد "تنظيم الدولة" الإرهابي، المعروف بـ "داعش" فيما تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا جنوبي شرقي تركيا منذ ثلاثة عقود.
 
وقال أردوغان الأسبوع الماضي إن تركيا ستشن عملية جديدة خلال أيام ضد وحدات حماية الشعب لكنه لم يحدد بعد موعدا لشنها.
 
وربما تواجه الحملة الجديدة تعقيدات بسبب وجود جنود أميركيين شمالي سوريا حيث أنشأت تلك القوات مراكز مراقبة على امتداد الحدود التركية السورية في محاولة لتهدئة المخاوف الأمنية التركية لم يكتب لها النجاح.
 
وقال مسؤولون لرويترز إن واشنطن أبلغت أنقرة بمواقع مراكز المراقبة تلك وحذرت من أن القوات الأميركية ستدافع عن نفسها إذا تعرضت للهجوم.
 
ونفى البنتاجون يوم الاثنين تقارير أشارت إلى أنه أرسل تعزيزات إلى تلك الحدود.
 
وقال المتحدث باسم البنتاجون الكولونيل روب مانينج "لم نجر تحركات عسكرية كبرى صوب حدود شمالي شرقي سوريا... ليس سوى المطلوب لمواصلة مهمتنا عند (مواقع المراقبة) تلك".
 
وتدخلت تركيا بالفعل لسحق وحدات حماية الشعب ومسلحي "داعش" من منطقة غربي الفرات في العامين الماضيين لكنها لم تستهدف بعد أي منطقة شرقي النهر. وأحد أسباب ذلك هو رغبتها في تجنب المواجهة المباشرة مع القوات الأميركية. ويقول البنتاجون إن لديه نحو 2000 جندي في سوريا.
 
وقال أردوغان الاثنين "بإمكاننا بدء عملياتنا على الأراضي السورية في أي وقت يناسب تخطيطنا. أكمل جيشنا البطل استعداداته وخططه. وكما أقول دائما ربما نأتي فجأة في إحدى الليالي".
 
ولم يوضح أردوغان رد ترامب لكنه قال إن تركيا ستهتم بتجنب وقوع قتلى أو مصابين أميركيين.
 
تصريحات توافقية
 
قال مصدر مطلع على الشأن السوري إن الإدارة الأميركية حثت أردوغان على عدم التوغل عسكريا داخل مدينة منبج الواقعة غربي الفرات.
 
لكن أردوغان قال إن القوات التركية ستدخل إلى مدينة منبج السورية غربي الفرات إذا لم تسحب الولايات المتحدة عناصر وحدات حماية الشعب من هناك وستستهدف أيضا المنطقة الواقعة إلى الشرق من النهر حيث تسيطر الوحدات على منطقة تفوق مساحتها 400 كيلومتر على امتداد الحدود مع العراق.
 
وتقع منبج قرب منطقة بدأت فيها قوات تركية وأميركية دوريات مشتركة الشهر الماضي. وصار هذا التعاون أيضا معقدا بعدما قصفت تركيا مقاتلين أكرادا شرقي الفرات.
 
ودفع هذا القصف الولايات المتحدة إلى إقامة نقاط المراقبة على الحدود بين شمال سوريا، الخاضع لسيطرة الأكراد، وتركيا.
 
وبدت تصريحات أردوغان توافقية بدرجة أكبر من تصريحات وزير داخليته سليمان صويلو الذي اتهم في وقت سابق واشنطن بمحاولة إعاقة الجهود التركية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في العامين الماضيين.
 
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عن صويلو قوله خلال زيارة إلى باكستان "الولايات المتحدة ظنت أن بإمكانها ردعنا بالرجال الذين ترعاهم... والآن سيحاولون منعنا في شرقي الفرات. لم ولن تسمح تركيا بذلك".
 
وقال الرائد يوسف حمود المتحدث باسم جماعة الجيش الوطني المعارضة المدعومة من تركيا إنها ستتجاهل طلبا أميركيا بعدم المشاركة في الحملة شرقي الفرات وإنها قررت الوقوف إلى جانب تركيا.
 
ومن ناحية أخرى، واصلت تركيا توجيه ضربات جوية متكررة لمواقع حزب العمال الكردستاني في مناطق جبلية شمالي العراق. واستدعت بغداد السفير التركي في العراق يوم الجمعة بعد أن قالت أنقرة إنها قتلت ثمانية من عناصر حزب العمال الكردستاني لكن طائرات حربية تركية شنت مزيدا من الضربات منذ ذلك الحين.
 
رويترز
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد