مقدرات الوطن أم مقدرات الجماعة ؟

mainThumb

18-12-2018 04:20 PM

نعم عن جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن أتحدث هذه المرة ، فقد آن الأوان ليحترموا الوطن وإرادة الشعب الأردني ، منذ خمسة أسابيع تقريبا والشعب الأردني بكل أطيافه يخرج كل خميس لمحيط الدوار الرابع ليطالب بحقوقه ولاستعادة مقدرات هذا الوطن ، وقد نالهم ما نالهم من مطر وبرد ومشقة بل وقمع أيضا ، لكنهم ما زالوا مصممون على الخروج وعدم العودة من الرابع دون تحصيل ما خرجوا لأجله ، فما خرجوا لأجله هدف سامي ولا يقبل المساومة من حرية وكرامة وسيادة وثروات وموارد نهبت وستبقى تنهب إن ظل الحال على ما هو عليه من ظلم وتجبر وفساد استشرى في كل مفاصل الدولة الأردنية .
 
إخوتنا في الجماعة والحزب أما آن لكم أن تدركوا أن المخلصين الذين خرجوا وما زالوا من أبناء هذا الوطن هم إخوان أيضا نعم هم إخوان لكم  لا بل ومسلمون أيضا ، وحتى من خرج مخلصا من غير المسلمين فما أخرجه إلا حبه لوطنه وألمه على ما يحدث له ، ألا يكفيكم هذا حتى تصطفوا بجانبهم أم أن الأخ المسلم بنظركم هو فقط من ينتمي للجماعة والحزب ! 
 
ندرك جميعا حجم الضغوطات التي تعرضتم لها وما زلتم ، وندرك أن سوط الدولة مسلط على رقابكم ، وندرك أن مصالحكم المادية من مستشفيات وجمعيات ومراكز هي مطمع للدولة ، لكنا ندرك أيضا بأن كل مصالحكم المادية ومقدراتكم سيأتي يوم
وتسيطر عليها الدولة إن بقيتم تغردون وحدكم .
 
انظروا لهذا الشارع الأردني يغلي ويخرج بسبب تغول الدولة والسلطة على وطنه وجيبه  ومقدراته ، أليس من الاحترام لأنفسكم ولهذا الشارع يكون الخروج والاصطفاف بجانب إخوانكم ! وأنتم الذين خرجتم سابقا مرارا وتكرارا لنفس الأسباب الحالية ،
أصدقائي وجب عليكم الإقلاع عما تعودتم عليه سابقا والذي يبدو أنه أصبح نهجا لديكم ألا وهو أن تخرجوا أولا ثم تريدون للبقية الخروج وراءكم ، كما أنكم هذه المرة لم تخرجوا أولا رغم شدة وصعوبة المرحلة ، فهل ترونها كبيرة عليكم الخروج خلف هذه
الجموع التي خرجت من الشعب  !
 
أخشى ما أخشاه مما يشاع عنكم بأن خوفكم على مقدراتكم أكبر وأهم من الخوف على مقدرات هذا الوطن !  وهنا ستكون مصيبتكم وخسارتكم الكبرى فكما أسلفت سابقا كل مصالحكم ومقدراتكم ستسيطر عليها الدولة إن بقيتم تغردون في سرب لوحدكم .
 
أتمنى من الله أن نراكم بين أبناء هذا الوطن الذي نحب ، فما زال الكثير من أبناء هذا الوطن يكنون للكثير منكم المحبة والاحترام وفيكم من الأعزاء على قلوبنا الكثير الكثير 
 
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد