كلما أوقدوا ناراً للحرب ..

mainThumb

16-01-2019 09:40 AM

لا يخفى على المتابع العربي وغير العربي أن اسرائيل تمر الآن بأفضل حالاتها من حيث التأييد من أنظمة الغرب والأنظمة الإقليمية، حتى أنها تحاول أن تضع اللبنة الأخيرة في بنائها "المتأرجح"، من خلال ما تسميه أميركا "صفقة القرن"، لكن هل الواقع يدعمها؟ وهل طبيعة نشأتها ستتيح لها القيام بهذه الحركة؟، مع صعوبة تنفيذها في هذه الظروف العالمية والاقليمية، فالشعوب اليوم غير الشعوب قبل مئة عام ومعطيات العصرأيضا مختلفة 180 درجة، والأساليب التي قدّمتْ بها دول الاستعمار الأنظمة في المنطقة، ما عادت تنطلي على الشعوب، كون الأنظمة لم تقدم نموذجا مقنعاً في الحكم ولا رعاية للشعوب بشكل مرضٍ!! وكانت كل أساليبها التي اتبعتها تسير نحو تقبّل الشعوب لإسرائيل والتي أعطت نتائج عكسية، فالشعوب العربية استوعبت الضربة التي تمثلت باحتلال بلادهم كلها وليست فلسطين وحدها، واكتشفت قصور الأنظمة عن حمايتها، سواء كان هذا جراء ضعف أو عمالة، باختصار اسرائيل غير قائمة بذاتها!! ولن يتعدى اليهود وصف القرآن لهم.. (ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا، إلا بحبل من الله وحبل من الناس.... آل عمران- 112) وهذ الحبل في طريقه الى التفتت..
 
والآن بعد كل هذا الشوط تريد اسرائيل الحسم، وفرض وجودها على الشعوب العربية، وهذا لن يحصل أبدا، لأن التثبيط لها كان من أول حركة تحركتها، ففي ال48 لم تستطع تفريغ فلسطين نهائيا من سكانها، وفي ال67 لم تستطع أيضا أن تتفاهم مع الأنظمة العربية على السلام واقامة دولة فلسطينية، خوفا وطمعا في التوسع، وما زالت عالقة، وكلما أوقدت نارا للحرب سواء كانت حربا سياسية أو عسكرية يطفئها الله.
 
لذلك تبقى الأسئلة برسم الإجابة من الشعوب العربية ومن أنظمتها التي أرهقت الشعوب لتروضها على قبول اسرائيل بترويجها لصفقة القرن:
 
هل تستطيع اسرائيل أن تحافظ على شخصيتها التي تريدها وتدفع بها الى الواجهة، إذا ما انفتحت على العالم العربي؟
 
 وهل ستبقى صامدة في وسط عربي واسع قد يلتهمها بسرعة وتغوص شخصيتها المنفوخة في خضم هذا الفضاء العربي الواسع..؟
 
وهل اعتمادها على شخصيات في العالم العربي يضمن لها السيطرة على العالم الاسلامي المرتكز على دين محفوظ من الله؟
 
هل صفقة القرن اذا تمت ستكون بداية السيطرة الصهيونية، أم ستكون بداية النهاية لكيان محكوم عليه بالفناء منذ أن نشأ؟
 
وهل تستطيع أنظمة اسرائيل أن تحجب الحقيقة عن الشعوب العربية، وهل تستطيع أن تستغفل الشعوب مع انكشاف العالم أمام الشعوب العربية، عن طريق وسائل الاتصال والتواصل؟.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد