وراء الأكمة والمعارضة الأردنية

mainThumb

19-01-2019 04:00 PM

 ( وراء الأكمة ما ورائها ) هو مثل من أمثالنا الشعبية وقصتة: أن إمرأة من بلداننا العربية، كانت قد واعدت حبيبها للقاء وراء ( الأكمة ) ليلاً والأكمة: هو الموضع الذي يكون أشد ارتفاعاً مما حوله ، وهو أقل من الجبل في ارتفاعه، فأشغلها أهلها بخدمتهم، فاشتاقت لحبيبها وخاصة وأنها تأخرت بخدمتهم وإنشغلت بهم عن الموعد المتفق عليه، فصرخت وخرج منها السر الذي لا تريد اظهاره والبوح به وقالت: حبستموني واشغلتموني ووراء الأكمة ما ورائها، ففضحت نفسها بنفسها.

 
أبطال الفيديوهات والبث المباشر، والذين يخرجون علينا كل يوم، من خلف الشاشات والكيبوردات، وممن يسمون أنفسهم المعارضة الخارجية، هم من أبناء هذا البلد الطيب للأسف، وممن تنكروا له وفضله عليهم، تراهم في كل يوم يؤكدون نذالتهم، وخِستهم، وخبثهم، وحقدهم، على البلد وقيادته، من خلال معلومات مفتريات وكاذبة، ننفعل معها نحن السذج من أبناء هذا الوطن، والسذج هنا بمعنى: من يحملون قلوباً بريئة، فننفعل مع أكاذيبهم، لنقول في سرنا، أن البلد خربانة، وآيلة للسقوط وبلا نظام يحكمها أو قانون، من خلال أحداث كاذبة وملفقة ومؤلفة، لم نسمع بها من قبل نحن من نقيم على أرضه، حتى يخيل إليك وأنت تسمعها! أنهم ما كانوا يفارقون الملك والأمراء وأصحاب القرار، إلا وقت النوم! مستغلين بذلك عطش المواطن للمعلومة، التي تريح أعصابه مع توهانه بالكم الكبيرمن المعلومات والاشاعات، التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، فيوجهون العامة بطريقة أو بأخرى إلى الحقد على البلد وقيادته، متذرعين بخوفهم عليه، وهم أبعد ما يكونوا عن ذلك. ومشكلتنا كشعب أردني هي بالعاطفة والإنفعال، مع كل ما يصدر منهم ونصدقه، لقلة خبرتنا بقراءة إنفعالات أجسادهم، ورعشات عيونهم، التي توحي بالكثير من الدجل والكذب، والقليل منا من يفهمها.
 
لم أقتنع يوماً بما يسمى المعارضة الأردنية في الخارج، وما ورد بالفيديوهات الاخيرة لهم، أكدت قتاعاتي بعدما فضحوا أنفسهم بأنفسهم، وليؤكدوا أن وراء الأكمة وما وراءها، يجمعهم سدر مقلوبة، ويفرقهم المصالح الخاصة التي يريد كل واحد منهم أن يغنم بها.
 
بلدنا بخير وستبقى، مالم تفتحوا عقولكم وقلوبكم لمثل هؤلاء، ليعيثوا بفكركم وقناعاتكم فساداً ويشتتوها. والاردن لم ولن يسقط بإذن الله، ونحن نعلم جيداً بوجود فاسدين ومرتشين، ونؤشر عليهم كل يوم، ونطالب بمحاكمتهم، وأبطال الشاشات الذين أتكلم عنهم، هم مثلهم، يتاجرون بالوطن وأهله، بألسنتهم ولا يجب أن نكون عوناً لهم عليه، لتدميره والقضاء عليه، هذا الوطن الذي قام على أكتاف أبنائه من الحراثيين والعسكر، والبسطاء الكادحين المرهقين، بحب وأعباء هذا الوطن .
 
لا تجعلوا من هؤلاء، أبطال خلف الشاشات والجبناء في الحقيقة، زعماء عليكم، ولا تحنوا لهم ظهوركم ليمتطوها، ويمتطوا الوطن الذي هو أنتم للوصول إلى غاياتهم الدنيئة، ولو كان فيهم خيراً لقاتلوا من داخل الوطن وليس من خارجه، ولنكون أكثر وعياً ولا ننساق خلف العاطفة، فلا يجب أن يخدعنا الكلام المعسول وأناقته، فكلنا يعلم أن رأس مال المحتال، هو كلامه الجميل الذي يوقع به ضحاياه.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد