هربوا من هول الحرب في سوريا ليلقوا واقعًا مأساويًا في غزة

mainThumb

20-01-2019 08:49 PM

السوسنة - عيش الأُسر السورية التي هربت من أهوال الحرب إلى قطاع غزة أوضاعًا معيشية صعبة، في ظل عدم وجود جهات معنية تقدم لها المساعدات اللازمة، وبالتزامن مع واقع صعب يعيشه سكان غزة في ظل ازدياد نسبة البطالة، وانعدام الأمن الغذائي، وتوسّع دائرة الفقر.

 
ويصل عدد الأسر السورية التي نزحت بفعل جحيم الحرب في بلادها إلى غزة، ما يقارب 45 أسرة، جميع أفرادها يعيشون في بيوت مؤجرة، ومتعطلون عن العمل، فيما طُرد عدد كبير منهم من منازلهم أكثر من مرة بسبب عدم مقدرتهم على دفع الإيجار الذي يصل إلى نحو 200 دولار شهريًا على الأقل.
 
وقال رضوان كفوري أحد النازحين من سوريا إلى غزة:”قدِمت إلى غزة هربًا من الموت في سوريا، ولكن -للأسف- وجدت الواقع أصعب في غزة، ورأيت الموت أمام عينيْ في سوريا، واليوم أرى الموت آلاف المرات، لأنني لا أستطيع توفير لقمة العيش لأبنائي”.
 
وأضاف : حاولت البحث عن عمل لأستطيع توفير دخل مادي لي ولعائلتي، ولكن -للأسف- الوضع المادي السيئ في غزة، وفشل أغلب المشاريع، اضطراني للجلوس في المنزل”.
 
ويوضح كفوري البالغ من العمر (32 عامًا) أنه لم “يترك باب إلا طرقه” من أجل الحصول على مساعدات إنسانية من قبل الجمعيات الخيرية الموجودة في غزة، ولكن دون جدوى.
 
وأشار كفوري الذي كان يعمل في محل لإعداد المأكولات الغربية في سوريا، إلى أنه لا يمتلك تأمينًا صحيًا يستطيع من خلاله أن يحصل على علاج مجاني كغيره من مواطني القطاع.
 
من جهتها قالت سعاد عبد الله، التي هربت أيضًا من الحرب في سوريا إلى غزة:”وصلت غزة منذ 7 أعوام، أنا وأبنائي الأربعة، ولم يكن معنا ما نعتاش منه”.
 
وتابعت قائلة:”استشهد زوجي في سوريا، وبعدها لجأت لاستئجار منزل جديد، ولكن الوضع صعب جدًا، حيث نحتاح شهريًا إلى مبلغ 800 شيكل، وإذا لم ندفع يهدّدنا صاحب المنزل بالطرد، ونحن لا نحصل سوى على مساعدات، وحتى الآن لا يوجد تأمين صحي لأبنائي، وأعيش ظروفًا صعبة للغاية في مدينة رفح (جنوب قطاع غزة).
 
من جانبه قال مدير جمعية “العائلة السورية” أنس قاطرجي، إنه استطاع بمجهود شخصي مع بعض الأشخاص إنشاء جمعية خاصة بالعائلات السورية الموجودة في غزة.
 
وأوضح أن الهدف من الجمعية تقديم الإغاثات العاجلة للسوريين النازحين، مضيفًا:”للأسف، نحن نعيش في غزة للعام السابع على التوالي، وأوضاعنا تزداد صعوبة يومًا بعد يوم”.
 
وأشار قاطرجي خلال تصريح لـ “إرم نيوز”، إلى أن “الوضع في غزة مأساوي جدًا بالنسبة للمواطنين الفلسطينيين قبل أن يكون لنا كسوريين كذلك، لكن يجب أن يكون لقضيتنا اهتمام خاص”.
 
وتابع قائلًا:”أقل عائلة من العائلات هنا تدفع إيجارًا شهريًا قدره 200 دولار، كما أن أغلب هذه العائلات لم تجد عملًا في غزة، ولا تستطيع دفع الإيجار أساسًا”.
 
 ولفت قاطرجي إلى أن المواليد السوريين في غزة يعانون من مشكلة كبرى وهي عدم تسجيلهم رسميًا، حيث إن أسماءهم غير مدرجة في السفارة الفلسطينية.
 
بدوره، قال مدير دائرة التأهيل الأسري في وزارة الشؤون الاجتماعية في غزة علي الخطيب، إن العائلات السورية الموجودة في قطاع غزة تستفيد من البرنامج الوطني، وكابونة الغذاء العالمي، بالإضافة إلى الكابونة الطارئة.
 
وأشار خلال حديث مع “إرم نيوز”، إلى أنه “تم رفع أكثر من كتاب للحكومة ، شرحنا فيه أوضاعهم المعيشية الصعبة، وقدَّمت وعودًا بتقديم مساعدة مالية لهم بقيمة ألف شيكل كل 3 شهور، ولكن حتى الآن لم يحصل أحد منهم على هذه المساعدة”.
 
وأوضح الخطيب أن الوزارة في السابق كانت تقدّم لها بدل إيجار، لافتًا إلى أن بعض العائلات تحصل على شيك الشؤون الاجتماعية والذي يتراوح مبلغه ما بين 700 إلى 1800 شيكل كل 3 أشهر. ارم نيوز 
 
 وأكد أن أكبر عقبة تواجه هذه العائلات هي بدل الإيجار، ورغم جميع المحاولات مع المؤسسات الأهلية لتوفيره لهم إلا أن الوضع لا يسمح بصرفه في ظل الأوضاع المأساوية التي تعيشها الأُسر الفقيرة في غزة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد