المعايطة يدعو لاستثمار منصات التواصل الاجتماعي في نشر الوعي السياسي

mainThumb

21-01-2019 02:49 PM

السوسنة - أكد وزير الشؤون السياسية والبرلمانية موسى المعايطة أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت محركا أساسيا للجماهير سواء إيجابا أم سلبا، وأصبحت عنصرا فاعلا للحملات كافة وللحملات السياسية بشكل خاص.

،إن هذه الوسائل باتت تحتل مساحة كبيرة من حياتنا اليومية العامة والخاصة نظرا لحجم استخدامنا الهائل لها في كافة المناسبات دون استثناء، لا سيما وأنها لا تحتاج لكثير من الوقت كما هي الطرق التقليدية ولا تحتاج للكثير من المال مقارنة بالكوادر البشرية والتكاليف المادية التي كانت تستنزف سابقا.
 
وأضاف المعايطة في كلمة ألقاها لدى رعايته مؤتمر "منصات التواصل الاجتماعي والسياسة" الذي عقده مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتعاون الإعلامي وبدعم من الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، ان وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أشكالها "لها أثر حقيقي على السياسة من عدة نواح كالحصول على المعلومة والخبر السياسي بأسرع وقت وأقل جهد، والمشاركة بالاستطلاعات الانتخابية، إضافة إلى دورها في التفاعل المباشر مع السياسيين وأصحاب الرأي".
 
وأوضح أن وجود الإعلام الحديث بمجمله يعد تطورا إيجابيا ساهم به في رفع مستوى حرية الرأي والتعبير، وأعطى مساحة للتعبير لكثير من أفراد المجتمع، منوها بأنه كان من الممكن أن يمثل مؤشرا مهما ضمن مؤشرات أخرى لتوجهات الرأي العام لولا أن هذا الفضاء أصبح مستباحا من الكل، مشيرا الى أن "هناك أفرادا ومجموعات تستخدمه كوسيلة للتشويش وخلق أجواء من التوتر والشحن في المجتمعات من خلال بث معلومات غير دقيقة وبث خطابات الكراهية وإثارة الفتن والنعرات الدينية والإقليمية والطائفية؛ الأمر الذي يستدعي منا التعامل بحذر شديد مع هذه الوسائل".
 
من جهته، لفت مدير مشاريع منطقة حوض المتوسط وآسيا في الوكالة الفرنسية للتعاون الإعلامي ديفيد هيفت إلى الاستخدام الواسع للمنصات الإعلامية الحديثة في مجالات الحياة كافة، وما تُحدثه من تغيرات بالغة الأهمية في طرق التفاعل الاجتماعية والثقافية والسياسية، إلى جانب ما تتركه من تأثيرات متفاوتة في الحياة السياسية ببعديها الخارجي والداخلي نظراً لما تتميز به من يُسر وسهولة وسرعة فائقة في الانتشار.
 
وأشار إلى أنه منذ سنتين ومع انطلاقة برنامج "دعم الاتحاد الأوروبي للمؤسسات الديمقراطية والتنمية" والحديث بموضوع التواصل الاجتماعي والسياسة يزداد انتشارا وحساسية، لا سيما وأن هذه المنصات غيرت وبشكل جوهري سير العمليات السياسية ورفعت من نسبة تواصل الناس مع ممثليهم.
 
وبين هيفت أن "منصات التواصل لها وجه سلبي يظهر بين وقت وآخر، فالبعض يلجأ إليها لاغتيال الشخصية، وتهويل الأمور وتضخيم المشكلات، وتقليل المنجزات، بما في ذلك الإشاعات التي تحاول هدم نسيج المجتمع بأكمله".
 
وتأتي أهمية انعقاد المؤتمر بحسب مدير المركز الدكتور موسى شتيوي انطلاقاً من حرص المركز على تناول القضايا الهامة على الصُعد كافة كالاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والإعلامية، وتأكيداً على سعيه نحو تعزيز أواصر التعاون العلمي والبحثي مع المؤسسات المحلية والدولية والتشارك معها في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
 
ويكتسب المؤتمر أهمية خاصة على حد تعبير شتيوي من خلال إتاحة الفرصة للحوار بين الإعلاميين والنشطاء من جهة وبين السياسيين وذوي الاختصاص من جهة أخرى، وأيضا من خلال إشراك طلبة الإعلام من مختلف الجامعات الأردنية: البترا واليرموك وفيلادلفيا، إلى جانب الأردنية بفريقها الإعلامي.
 
وبحسب شتيوي فقد غدت مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها كافة اليوم في متناول شريحة واسعة من أفراد المجتمع، إذ تشير احصائيات العام الماضي إلى أن 80 بالمئة من الأردنيين يستخدمون الهواتف الذكية، كما تشير نتائج دراسة الباروميتر العربي التي أجراها المركز نهاية تشرين الأول 2018 إلى أن 79 بالمئة من فئة 18 سنة فأكثر يستخدمون الانترنت بدرجات متفاوتة، أشار 78 بالمئة منهم بأنهم يستخدمون "الفيس بوك"، و 8 بالمئة يستخدمون "التويتر"، و20 بالمئة يستخدمون "الانستغرام" و38 بالمئة يستخدمون "اليوتيوب".
 
والمؤتمر الذي يشارك فيه نخبة من المتخصصين والإعلاميين وأصحاب الخبرة كما بيّن شتيوي "معنيّ بالبحث عن أفضل السُبل لتفعيل دور وسائل التواصل الاجتماعي في رسم طريقة التفكير السياسي، وتوسيع دائرة الوعي المجتمعي لدى المواطن الأردني، ولا سيّما لدى فئة الشباب؛ ليكون تأثيرهم إيجابياً في قضايا مجتمعهم، ولتصبح هذه الوسائل منبراً للحوار الهادف لتعزيز قيم التسامح ونبذ العنف والكراهية، ومنبراً للمحافظة على هويتنا الثقافية وقيمنا المجتمعية".
 
ويناقش المؤتمر من خلال ست جلسات موزعة على مدار يومين عددا من القضايا المتعلقة بالتفاعل السياسي والنشر عبر وسائل الإعلام برؤى متعددة، من خلال طرحه لعدة محاور مهمة تسلط الضوء على أهمية تأطير النقاش السياسي عبر منصات التواصل الاجتماعي والتفاعل السياسي على هذه المنصات، ومشاركة الشباب من خلال هذه المنصات ودورها في الانتخابات، إضافة إلى محاور تتعلق بالتربية الإعلامية والإشاعة والأخبار الكاذبة، وغيرها من الموضوعات المنبثقة عن محاور مشابهة تصب في هذا القالب".
 
وتطرق المتحدثون في الجلسة الأولى اليوم وعنوانها "تأطير النقاش السياسي على منصات التواصل الاجتماعي" برئاسة الدكتور تيسير أبو عرجة ومشاركة صحفيين أردنيين وأكاديميين ونواب الى مناقشة تطوير النقاشات السياسية على منصات التواصل الاجتماعي دون تعريض حرية التعبير للخطر، لا سيما بعد أن لاقى قانون الجرائم الإلكترونية بشكله الأخير جدلا واسعا في الأردن حول القيود التي يفرضها على التفاعل الإلكتروني، فيما الواقع يشير إلى أن منصات التواصل الاجتماعي منبر يمكن أن يُستغل لنشر المعلومات لكن يمكن استغلاله لنشر المعلومات المغلوطة والعنف أيضا، الأمر الذي يستدعي البحث في عملية تأطير تلك النقاشات.
 
وتناول نخبة من التابعين لجهات مؤسسية فاعلة وإعلامية وناشطين وخبراء في الجلسة الثانية التي حملت عنوان "التفاعل السياسي على منصّات التواصل الاجتماعي" وترأستها الإعلامية رندا الحبيب، أشكال التفاعل السياسي على منصات التواصل الاجتماعي، مركزة على أن معالجة طرق استخدام السياسيين والمواطنين لمنصات التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي يؤدي إلى تعزيز النقاش حول القضايا السياسية، وأن منصات التواصل الاجتماعي هي أداة للحصول على المعلومات بسهولة من جهة وللتوعية بالقضايا السياسية ولتحسين المشاركة في النقاش العام من جهة أخرى.
 
واجتمع المشاركون في الجلسة الأخيرة من اليوم الأول للمؤتمر برئاسة الناشط الأردني الشاب محمد الزواهرة للحديث حول موضوع التوعية السياسية للشباب والتعبئة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، والإجابة عن مدى استفادة المواطنين الشباب من منصات التواصل الاجتماعي لممارسة مواطنتهم والمشاركة الفاعلة في النقاش العام ومراقبة الأنشطة السياسية.
 
وسيبحث المشاركون في الجلسة الأولى غدا برئاسة الدكتورة سارة عبابنة من المركز ومشاركة رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات الدكتور خالد الكلالدة وخبراء محليين ودوليين، في أهمية استخدام منصات التواصل الاجتماعي أثناء الانتخابات، حيث تعرض هذه المنصات أفضل المناقشات السياسية وأسوأها على اعتبارها أدوات حرة في أيدي المواطنين للدعوة إلى انتخاب مرشحيهم أو لرفع مستوى الوعي أو ربما للحصول على معلومات بشأن البرامج الانتخابية، مع التنويه بأنها قد تكون أداة للتسويق في وقت الانتخابات بسبب نقلها الأخبار المزيفة.
 
وخلال الجلسة الثانية التي يترأسها الإعلامي خالد القضاة من جريدة الرأي يناقش المؤتمرون آلية استخدام منصات التواصل الاجتماعي كأداة لإعلام المواطنين بشكل أفضل ومتابعة الأنشطة السياسية، كونها تكون أحيانا وسيلة لجمع وتبادل المعلومات حول بعض القضايا الجديدة بالنسبة للمواطنين والمهنيين الصحفيين والمنظمات غير الحكومية، فيما سيجيب المشاركون في الجلسة الختامية للمؤتمر التي يديرها الإعلامي أسامة الرواجفة عن الآلية التي يمكن من خلالها تمكين الناس من اتخاذ أحكام مستنيرة وتطوير التفكير الناقد لديهم عند استخدام منصات التواصل الاجتماعي، مستندين في ذلك إلى القلق المحيط بالمواطنين من الجوانب السلبية لتلك المنصات كالأخبار المزيفة والشائعات والهجمات الإلكترونية.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد