عبدالناصر في عيد ميلاده الواحد بعد المئة

mainThumb

21-01-2019 07:32 PM

 في الخامس عشر من يناير كانون ثاني الجاري ، مرت على الأمة العربية الذكرى الواحد بعد المئة لميلاد الزعيم العربي جمال عبد الناصر وسط  احتفالات ملفتة للانتباه وكأن ذلك الزعيم الاستثنائي في تاريخ الأمة رحل بالأمس وليس منذ ما يقارب النصف قرن من الزمن  .

وقد شهدت تلك العقود الخمسة التي عقبت رحيله  هجوما شرسا ممنهجا على كل ما مثله جمال عبد الناصر  في السينما والمسرح والصحافة  ، ومن أشخاص  كان بعضهم من أقرب الناس إليه وأقصد رفاقه منهم عبد اللطيف البغدادي ،زكريا محي الدين ،كمال الدين حسين  ، حسن إبراهيم  إضافة لأنور السادات صاحب كتاب ( يا ولدي هذا عمك جمال) الذي أوصل عبد الناصر به لدرجة العصمة .
وبعد رحيل جمال عبد الناصر عرفنا أنه كان يخالفه في كثير من السياسات حتى تلك التي أشرف  السادات نفسه على تنفيذها كرئيس لمجلس الأمة ثم نائبا للرئيس عبد الناصر .
وللأمانة والتاريخ أن رفاق عبد الناصر الذي أشرت إليهم أعلاه انتقدوا أنفسهم واعتذروا ، وأذكر حوار مع الأسطورة زكريا محي الدين في جريدة العربي الناصري  قال فيها حرفيا ( أن مصر تفخر أنها أنجبت جمال عبد الناصر ) وهناك دخل على الخط الكثير من مدعي النضال بأثر رجعي من كتبة التدخل السريع ولا سيما بعد انقلاب يهوذا السادات في 15 مايو 1971م ،  حيث عرف هؤلاء بسرعة نقلهم البندقية أو القلم من الشمال إلى اليمين أو العكس حسب المصالح .
وهناك أنظمة مولت كل الهجوم الممنهج على اسم  وسيرة الزعيم جمال عبد الناصر ووصف تلك المرحلة بالسجون والمعتقلات  وكأن الشعب الذي ابتلى بهم يعيش في ديمقراطية الدول الاسكندينافية  .
فهل من صنع الصدف أن حاكما إعرابيا توفي مقتولا  قدم دعما للأزهر بمئة مليون جنيه لتغير منهجه ليكون كما هو اليوم ، سلمت للمقبور يهوذا الاسخريوطي ( السادات) تحت عنوان تطوير الأزهر الذي تحول في تلك الفترات وحتى الآن للأسف ولكن بدرجة أقل ، لمنصة تهدف شيطنة المرحلة الناصرية التي ارتفع بها اسم مصر عاليا لأول مرة منذ عصر محمد علي باشا وابنه إبراهيم رحمهما الله  ، حتى أن طبيبا لبنانيا عمره 85 عاما التقيت به صدفة منذ ما يقارب العشرين عاما وقال لي حرفيا أن المواطن في مصر في العهد الناصري عندما يزور دولة عربية كان يعامل مثل الأمريكي اليوم حتى بعد مرارة النكسة  .
ما هو ملفت للانتباه كيف كان العرب حتى بعد النكسة الأليمة متحدين وقد وحدتهم النكسة وزادت إصرارهم على الصمود والتصدي ورفض الاعتراف بالسرطان الصهيوني ، ومؤتمر الخرطوم واللاءات الثلاثة الشهيرة شاهدة على عصر الرجال الرجال انه عصر جمال عبد الناصر .
في الوقت الذي تفرق العرب ولم تجتمع لهم كلمة بعد حرب تشرين أكتوبر المغدورة  وما عقبها من هزيمة سياسية كرستها مفاوضات (101) وتوجت بجريمة كامب ديفيد .
وبعد ذلك ملحقاتها الذليلة في أوسلو ووادي عربة وما تحت الطاولة .
نتذكر الزعيم جمال عبد الناصر كصاحب رسالة ومبادئ  أمتنا أحوج ما تكون إليها  ، والهجوم والتحامل في مصر تحديدا لشيطنة عصره ليست بريئة ولكن لصالح المشروع النقيض الذي يسمونه سلاما مع أعداء السلام وليس مستغربا  في ظل ذلك الهجوم على جمال عبد الناصر وأجندة أصحابه معروفة سلفا لكل من يدقق إنهم كتبة مدرسة الاستسلام الذي يسمونها سلام وهم جميعا من دعاة التغريب والصهينة .
تحية لروح الزعيم جمال عبد الناصر وسلاما عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا ، ولا نامت أعين الجبناء والعملاء .
وسلام يا مصر .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد