فاديا سمارة والقائمين على مبادرة همتنا - هيفاء البشير

mainThumb

26-01-2019 04:06 PM

فاديا سمارة والقائمين على مبادرة " همتنا " لحفظ حقوق مرضى السرطان الأقل حظاً، وإعادة تأهيل قسم السرطان بمستشفى البشير.

 
عرفتُها منذ فترةٍ ليست بعيدة، شابةً مملوءةً بالنشَاط، تستندُ إلى خلفيةٍ علمية وصيدلانية، يعمرُ قلبَها وزملاءَها حبُّ الأوطان، ومشاعرُ القوةِ المغمَّسَةِ بالبُعدِ الإِنسانِي.
 
وفي كلِّ يوم، يزدادُ إيماني بقدراتها على الإبدَاع، لأجدَ دورَها في الائتلافِ الصحيّ – الذي أتشرّفُ برئاستهِ – وبموقعها الديناميكي والمتقدّم كأمينٍ عامٍ لهذا الائتلاف مع زملائها وزميلاتها المعروفين بمهنيّتهم، بناءً يرسُو دورُهُ يوماً فيوماً في المجتمع، مُعترفٌ به، يُنجزُ ويؤدّي في مساعدةِ المرضى الأّقلّ حظاً، حين تُغلقُ في وجوهِهم الأبواب، ليتوَّجَ هذا الجهدُ بإشراكِ الائتلاف بعضويةِ المجلسِ الصحيِّ العالي، أحدُ منصّاتِ القرار الاستراتيجي الصحي، وليتوِّجَ جهودَهُ بإصدارِ الميثاقِ الوطنيِّ الأردنيِّ لحقوقِ المريض، والذي كانَ من نتاجِ ومشاركةِ كلّ الهيئاتِ الصحيّةِ المعنيّة.
 
الائتلافُ الصحيّ يعي تماماً دوره ورسالته، فهو يعملُ اليومَ على التغييرِ بمشاريعٍ نموذجية، لم أفاجأ اليومَ وأنا أرى دورَها الإنسانيّ الاجتماعيّ الخيريّ ينمُو يوماً فيوماً ويتعزّز، كما أباركُ اختيارَها لعضويةِ المركزِ الوطني لحقوقِ الإنسان، وبسرعةٍ خاطفةٍ انتقلتِ من منطقةِ إقالةِ العثراتِ من الفردِ إلى مجاميع مرضى الـ M.S مثلاً، لإرساءِ حملةِ "همتنا" مع زميلاتها، فكرةٌ بدأتْ صغيرةً، وإذا بهم يمأسسونَ المشاركةَ الأهليةَ والمجتمعية؛ لمساندةِ العملِ الرسميّ يداً بيد، في موضوعِ تأهيلِ قسمِ الأورامِ والدّمِ في مُستشفى البشير.
 
 
لامستْ هذه الخطوةُ شِغافَ قلبي لِسَببين إِثنين، أولاً لأنَّ مُستشفى البشير الذي يَردُّ لهفةَ قاصديه ضمنَ إمكانياتِهِ من كلّ أطرافِ المملكةِ جماعاتٍ ووحدانا، حيث ليس لهم ملجأٌ غيرَه، تحمّلَ حملاً ثقيلاً أكبرَ من قدرة أيٌّ من المؤسساتِ في ظروفِ ضخامةِ الحِمل وضيقِ الإمكانيات، حيث تُفسِحُ له حملةُ "همتنا" مساحةُ ليُسهِمَ المجتمعُ المرتاحُ بإقالةِ ودعمِ مؤسساتِ الوطن يداً بيد مع الجهدِ الرسمي.
 
هذه الخطوةُ هي قمّةُ التطوّعِ والإغاثة؛ لأنّ المساهمةَ فيها ليستْ عابرة، ينتهي أثرُها بسرعةٍ، بل تبني مُؤسساتٍ سيطولُ أداؤُها، ولن ينقطعَ بإذنِ الله على مدى السنين، ولن يُغلقَ فيها بابُ الخيٍر بإذنِ الله.
 
والسببُ الثاني، هو أنَّ الحملةَ تأتي تعزيزاً لدورِ المسؤوليةِ الاجتماعيةِ في القطاعِ الخاص ودعمِ أصحابِ الأيادي البيضاء، ليجدُوا قناةً لتخصيصِ جزءٍ من أموالهم في المكانِ الصحيحِ (والبناء تراكمياً ومؤسسياً)؛ لكي يستمِرَّ الأداءُ بكفاءَة، إنَّ الديمومةَ هي سرُّ نجاحِ العملِ الخيريّ التطوعيّ غير الرسمي، حين يبدأُ علمياً ومدروساً، كما أنّهُ يعزّزُ عملَ الفريقِ الذي إنْ صدقَ في اعتمادهِ المصلحةَ العامةَ وغير الشخصية، يصنعُ معجزات ويبني منارات، ويصنعُ التغيير، وأؤكّدُ أنّه يصنعُ التغيير، وكلّ ما يحتاجُهُ فقط ثقةً ومصداقيةً ونفَساً طويلا.
 
مَرحَى فاديا وزميلاتها أقطابُ حملةِ "همتنا".
 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد