عن الصواريخ الايرانية

mainThumb

07-02-2019 12:48 PM

بدأ الاحتفالات الرسمية الايرانية بمناسبة الذكرى الاربعين بتجربة صاروخية كانت طهران تستعد لها على أحر من الجمر لم تكن مفاجأة غير منتظرة أو إستثنائية بل مرت كغيرها من المفاجئات التي أعقبتها بيانات الشجب والادانة والرفض، لكن لايبدو إن الشعب الايراني كان يشعر بالغبطة والسرور من جراء هذه المفاجأة بل ولانبالغ إذا قلنا بأنه قد سخر منها ولاسيما وإنها توحي بإستمرار طهران في تمسكها بلغة التحدي التي جلبت الوبال والمصائب على الشعب قبل النظام.
 
التمسك بالتجارب الصاروخية والاصرار عليها من جانب طهران، قد لايعني بالضرورة إنها ستستمر بذلك الى نهاية المطاف، خصوصا وإن المتعارف عليه إن طهران وعندما ترى إن الامور تصل الى اللحظة"الجدية" والتي لاتكون في ط‌هران فيها أية خيارات مناسبة للتعامل والتعاطي مع تلك الامور وتعرف جيدا بأنها ستكون الخاسر حتما، فإنها تبادر الى إتخاذ موقف يتغاير ويختلف 100% عن مواقفها المتعنتة المعلنة وإن الحرب الايرانية ـ العراقية مثلا والتي هدد الخميني بإستمرارها حتى آخر بيت في إيران يقف على قدميه، فقد بادر الى إعلان قبوله بالقرار الدولي والذي وصفه بتجرعه لكأس السم، وكذلك بالنسبة للاتفاق النووي، ومن الواضح بأن مايجري حاليا بالنسبة لمواقفه حيال قضية الصواريخ مع أوربا وكذلك المطالب الامريكية المتعلقة بالعديد من الملفات ومن ضمنها الملف النووي، فإنه سيتخذ سياقا مختلفا عندما تكون الاطراف الاخرى جدية الى الحد الذي لارجعة فيه.
 
المواقف والتصريحات المتشددة والمتعنتة الصادرة من جانب قادة ومسٶولون إيرانيون بشأن التمسك بالبرنامج الصاروخي ورفض المطالب الاوربية،  لاتعني شيئا بحسب الواقع الفعلي الايراني وبحسابات المنطق، فإيران تواجه كما هائلا من المشاكل والازمات التي تعاني منها بشدة والتي لاتمنحها دعما وسندا داخليا قويا يمكن الاعتماد عليه، حيث إن العالم كله صار على إطلاع بالاوضاع القلقة داخليا وإستمرار الاحتجاجات ونشاطات معاقل الانتفاضة التي تتهم طهران منظمة مجاهدي خلق وبصورة صريحة بأنها تقف وراءها، ناهيك عن إن تحذيرات عديدة صارت تصدر من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين وبصورة ملفتة للنظر تٶكد على إحتمال تجدد الانتفاضة بصورة أكبر فيما لو بقيت الامور على حالها ولم يتم معالجتها.
 
العام ال40 لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، هو عام ليس صعب بل وأصعب مايكون، حيث تكاد أن تكون الابواب كلها مغلقة والخيارات قليلة جدا ولاأهمية لها ازاء التحديات الجسام القائمة، ومن دون شك فإن النهج السياسي الايراني الذي يعتمد على الصواريخ والبرنامج النووي وتصدير التطرف والارهاب، لايمكن أن يكون أبدا مفتاح الحل للمعضلة الايرانية.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد