مدرسة المشاغبين - د.محمود العمر العمور

mainThumb

07-02-2019 02:15 PM

تلك المسرحية التي ما زالت تعرض بتكرار على الشاشات العربية، ليظهر فيها مجموعة من الشباب المتمردين على الأنظمة والقوانين، والذين لا يعرفون احترام لكبير ولا رحمة لضعيف، يضربون بالأخلاق والعادات والتقاليد الحسنة عرض الحائط، يسببون الإحراج والمشاكل لمدير مدرستهم، يهزؤون بمعلميهم، يفشلون بدراستهم ولا يحققون سوى الفشل تلو الفشل.
 
وينقلون تلك المنهجية إلى المدارس الأخرى، وإلى المجتمع والشارع، ومع ذلك فهم يمثلون زعامة لبعض أطياف المجتمع في المقاهي والحانات وبعض الساحات، فمنهم ابن التاجر الكبير صاحب الثراء الفاحش، ومنهم ابن المسؤول، ومنهم الهواة، وفيهم الثعلب الماكر، وفيهم صاحب العضلات، وفيهم الغبي الجاهل، وفيهم المقلد فقط، والصالح بينهم لا يستطيع التغير في ظل هذا السيل الجارف من التمرد القبيح المؤدي إلى المهالك.
 
ولكن... هل أصبحت مدرسة المشاغبين انموذجا مصغرا للأوطان والمجتمعات والمجموعات؟  ليصبح ذلك المتمرد المشاغب قائدا في مجتمعه ببعض ماله أو مكره أو جاهه أو سلطانه، فيكون القدوة، ليتبعه الهاوي والمقلد والجاهل لتبدأ مرحلة التغير في المجتمع نحو الهاوية، والوطن نحو الكارثة.
 
 إن الالتزام بالنهج الرباني القويم، والمحافظة على منظومة القيم والمبادىء الإنسانية، والأخلاق والعادات والتقاليد الحسنة، هي من أولى واجبات الدولة، وصناعة القادة الملتزمين بذلك النهج والسلوك، لقيادة المجتمع والأمة نحو بر الأمان، من خلال منح العلماء والمفكرين والمجتهدين مساحة كبيرة للحركة، وثثقيف المجتمع من خلال المدرسة والجامعة والمساجد والإعلام، وربطهم بالعمق الحضاري للأمة والأمم الأخرى، والإرث الثقافي الإنساني الواسع، والمدنية المحترمة، والتقدم والحرية الملتزمة، لنصنع التغير نحو الأفضل.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد