كوشنر في الخليج لتمويل صفقة القرن !

mainThumb

10-02-2019 11:23 PM

يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ماضي قدماً

في تنفيذ برنامجه السياسي للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين من خلال تنفيذ ما أصطلح على تسميته « صفقة القرن» التي أعلن عنها مؤخراً وانتشر الكثير من الاخبار غير المؤكدة حولها.

ترامب الذي يواجه أزمات داخلية أبرزها تداعيات «الاغلاق الحكومي»، وانتقاد المنافسين السياسيين الاميركيين له، يقفز هذه المرة ساعياً الى تحقيق نصر سياسي خارجي عبر ملف السلام في الشرق الاوسط، واعلان موعد الكشف عن خطته «صفقة القرن» التي لم يكشف رسميا عن تفاصيلها، رغم أن جوهرها القدس، أعلن عن موقفه الرسمي منها العام الماضي لصالح الاحتلال الاسرائيلي !.

خطوات متسارعة، تبدأ بمؤتمر وارسو لتعزيز مستقبل السلام والأمن في الشرق الاوسط في 14 شباط الحالي، استثني من حضوره الفلسطينيون، وهم أصحاب القضية والشأن، الأمر الذي يدلل على انحياز أميركي واضح للاسرائيليين،وهنا من حق السلطة الفلسطينية ان تعتبر المؤتمر «مؤامرة » لتصفية القضية وهو ما حصل بالفعل في بيان رسمي.

صفقة القرن «الغامضة» والتي قيل أن ترامب سيعلن عن تفاصيلها بعد انتهاء الانتخابات الاسرائيلية في شهر نيسان المقبل، واضح أنها محكومة بالفشل، لانها لا تقوم على أسس عادلة في معالجة الصراع، ويظهر ذلك من خلال عدة أمور نجملها بالتالي :

1-اعلان الولايات المتحدة الاميركية القدس الشريف «جوهر الصراع» عاصمة أبدية للكيان الصهيوني، واسقاطها من أي مفاوضات، سيكون عائقا كبيراً في نجاح صفقة ترامب.

2-موقف السلطة الفلسطينية الرافض في الدخول بمفاوضات نهائية تستثني القدس منها، رغم أن هناك تسريبات تشير الى وجود اتصالات اميركية فلسطينية بهذا الشأن.

3-تهميش التعامل مع الفلسطينيين في اجتماعات تخصهم، والتفاوض مع اطراف دون أخرى محورية في المنطقة.

4-ايفاد المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط جايسن غرينبلات ومستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر الى السعودية والامارات وقطر وسلطنة عمان والبحرين اواخر الشهر الجاري لحشد الدعم المالي للخطة، الامر الذي يعني ان الحل والكلفة المالية سيكونان على حساب العرب ولا يتحمل احد ذلك دونهم.. !.

5- اعفاء «اسرائيل» من تحمل أية تبعات مالية أو أخلاقية عما لحق بالشعب الفلسطيني من تهجير وقتل واغتصاب لاراضيه منذ أكثر من سبعين عاماً.

6- موقف دول الطوق،خاصة الاردن، ومستقبل حق العودة والتعويض،ثابت ولن يكون على حساب الاردن وفق الموقف الرسمي المعلن. نتمنى على الأطراف العربية، ان لا تتخذ أي موقف مسبقاً في دعم الخطة سواء أكان سياسياً او مالياً ان لم يكن الحل عادلاً ويحقق الديمومة، وينصف الشعب الفلسطيني،وذلك من خلال الاطلاع على تفاصيل الخطة بداية من ثم اتخاذ الموقف الرسمي، واعلان دعمها او رفضها، وان لا يكون كما نسمع ان كوشنير يريد جلب الدعم اولا قبل الاعلان عن الخطة سياسياً.

ما دام جوهر الصراع حسم أمره لصالح اسرائيل بتوقيع ترامب، لا نتوقع اي مستقبل سياسي لهذه الخطة، وستمضي ويطويها الزمن، كبقية المبادرات الكثيرة و«المبتورة»،التي ولدت لأهداف سياسية لتحقيق مصالح آنية لم يقصد منها انهاء الصراع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد