بعد 9 سنوات من القمم الطارئة .. أول قمة عادية للايقاد بالسودان في آذار القادم

mainThumb

14-02-2019 09:31 PM

السوسنة -  أعلن وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد احمد عن انعقاد أول قمة عادية للايقاد بالسودان في الاول من مارس القادم بعد (9) سنوات من انعقاد القمم الطارئة وقال الوزير في برنامج ( حوار مفتوح ) بقناة النيل الازرق الذي أداره الصحفي مزمل ابو القاسم ورحاب طه محمد احمد وفتح الرحمن شبارقة ولينا يعقوب قال انه من المنتظر ان تتولى الخرطوم قيادة الايقاد بعد القمة وتقود عملية اصلاح المنظمة اسوة بما تم في الاتحاد الافريقي مشيرا الي الاشادة التي وجدتها من القادة موسفيني وكنياتا وابي احمد وكشف عن مكاسب كبيرة عاد بها السودان من قمة اديس ابابا المفصلية والفارقة والمميزة بترشيحه لعدد من اللجان المهمة منها لجنة العشرة ومنصب نائب المدير العام لمنظمة الهجرة وغيرها .

وأكد الوزير ان الحراك الكبير الذي يقوم به السودان في فض النزاعات بافريقيا يعظم من دوره الاقليمي ويجد التقدير دوليا موضحا ان الامين العام للامم المتحدة التقى رئيس الجمهورية عمر البشير في القمة الافريقية الاخيرة باديس ابابا وقدم له شكره على تحقيق السلام في جنوب السودان وافريقيا الوسطى وتحدث في كلمته بالقمة عن نقاط مضيئة في القارة الافريقية مشيرا الي جهود السودان داعيا المجتمع الدولي لمساندته.
 
وقال الدرديري ان احلال السلام في جنوب السودان في 12 سبتمبر اسهم في عودة ملف الحوار السوداني مع امريكا في مرحلته الثانية في 30 اكتوبر بعد ان انقطع بعد اكمال المرحلة الاولى واسهم احلال السلام في افريقيا الوسطى في التواصل بين السودان وفرنسا التي ظلت تناصب السودان العداء واستقبلتني  كاول وزير خارجية يزورها بعد مقاطعة استمرت 10 سنوات وتم حوار بناء وصريح بيني وبين مستشار الرئيس الفرنسي .
 
وأكد الدرديري ان السودان ظل في تواصل مع المجتمع الدولي والمنظمات الخارجية منذ بداية الازمة الاخيرة وحرص على ان تنقل له الصورة كاملة عن اسباب تدهور الوضع الاقتصادي بالبلاد حتى يتحمل المجتمع الدولي مسؤليته كاملة موضحا ان
السودان ظل دولة محاصرة من اكبر قوة دولية منذ 25 سنة دون سبب وظل موجودا في قائمة الدول الراعية للارهاب مما ادى لنشوء جيل من الشباب خرج في احتجاجات لانه لم يجد فرصته في الحياة وقال ان الرئيس البشير نقل موقف الدولة
الرسمي خلال اللقاء الاخير مع الصحفيين وان السودان يتعامل مع الاحداث بمسؤلية باحترام الدستور والقانون ومراعاة الالتزامات الدولية وقام بتكوين لجنة للتحقيق في التجاوزات وان ردود الفعل من مجلس حقوق الانسان والاتحاد الاوروبي وامريكيا
تؤكد قدر من الانضابط وحاول مساعدة السودان في تجاوز عثرته وليس توجيه السهام نحوه وهذا يلقي عليه مسؤلية التعامل بمزيد من الحكمة مشيرا الي ان وزيرة خارجية اوربية قالت له ان الاحتجاجات ليست قصرا على السودان نافيا اي تضارب
بين الخارجية واجهزة الدولة الاخرى مشيرا الي تناغم وتنسيق كبير بينهم.
 
وشدد وزير الخارجية على ان المجتمع الدولي لم يساعد السودان من واقع مسؤوليته الدولية ليتنجب ظرفه الاقتصادي الحالي الذي قاد الجيل الجديد الذي لا يعرف (الكريدت كارت) للاحتجاجات مشيرا الي ان اقتصاد السودان كان الاكثر نموءا في
القارة بمعدل اكثر من 10% وانه بعد ان انفصل الجنوب ذهبت معه ثلاث ارباع الموارد وقدر صندوق النقد الدولي الخسارة بمبلغ 5 بليون دولار حتي العام 2015 وقبل السودان المعالجة الجزئية في حدود 3 بليون دولار بفتح اسواق المال العالمية
والقروض للاستثمار في الذهب والصناعة المرابطة بالزراعة الا ان المبالغ لم تات مضبوطة وفق خطة كاملة لمساعدة السودان ولو قدمت دفعة كاملة لاصلحت الاقتصاد وكان الحل المؤقت هو الزام حكومة الجنوب بمبلغ 9 دولار على كل برميل نفط
يعبر السودان ولكن خاض الجنوب الحرب مع السودان في هجليج ثم قامت حرب داخلية بالجنوب ثم انهارت اسعار البترول مشيرا الي ان الاستثمارات القادمة لافريقيا تضمن بواسطة بنك الاستثمار الاوروبي ومرتبطة بالديون وكل هذا مرتبط برفع
العقوبات الامريكية واسم السودان من دول الارهاب وان الخارجية تسعى بخطوات معقولة في هذا الملف مشير ا الي ان هناك عدد من الشركات الامريكية صارت الان تفتح مكاتب لها بالسودان وكاشفا عن خطة استجلاب شركات اخرى رغم ان هذا
مرتبط بقيود داخلية للشركات تمنعها من الاستثمار في دول موجودة في قائمة الارهاب منوها الي ان اهتمامات امريكا قديما كانت غير اقتصادية ولكن الان الوضع تغير بما يمكن ان يحقق بعض المصالح الاقتصادية التي تدفع بالجانب السياسي مشيرا
الي ان السودان تمت دعوته لاجتماع مهم حول علاقة امريكا وافريقيا في اديس ابابا خلال القمة الاخيرة لاول مرة رغم انه ظل ينعقد لاكثر من 10 سنوات مشيرا الي انه ليس المهم ان تتعاون امريكا مع السودان اقتصاديا لكن المهم هو رفع العقوبات.
 
ووصف الوزير علاقة السودان مع روسيا بالمهمة مبينا انها دولة مهمة في عالم صار متعدد الاقطاب وتحدث التوازن المطلوب في مجلس الامن وتكثر من الخيارات مشيرا الي ان السودان يحتاج الي توفير الغطاء السياسي والدبلوماسي وله علاقات متينة مع الصين .
 
وشدد وزير الخارجية في برنامج ( حوار مفتوح ) على ان السودان ليس له اي اتصالات سرية او علنية مع اسرائيل وجدد حرصه على ان لا ينشا اي اتصال وقال ان السودان ملتزم تماما بالمبادرة العربية التي اطلقها الملك عبد الله بالاجماع العربي
تجاه اسرائيل مكذبا ماورد عن عبور طيران اسرائيل سماء السودان.
 
وجدد الدرديري حرص السودان على تعزيز علاقاته الاستراتيجية مع جميع دول الخليج وقال نحن نتعامل مع الاشقاء بمبدا عدم الانضمام لاي محور او انحياز لتحالف متمنيا ان ياتي زمان يجعلهم وغيرهم يقدرون خيار السودان في استقلاله وتجنب
سياسة المحاور وانه على استعداد للتضحة ودفع الثمن غاليا تجاه ذلك وقال ان السودان غني بامكانياته وموارده وان الجيل الحالي الذي خرج للتظاهر لايعنيه الدعم بالمال او القمح او من السعودية او قطر بل هو بحاجة الي الاستثمار واعطاءه الحرية
وفرصة للنهوض اقتصاديا وقال ان سياسة السودان الخارجية غير قائمة على الحصول على المنح وبواخر البنزين فقط وقال ان اسهل سياسة للدول هي ان تكون دولة تابعة وهذا يسهل لها الحصول على المعونات والمساعدات لكن هذه التبعية لن
يرضاها ابناء الشعب السوداني سواء في الحكومة او المعارضة ولا جيل الشباب ولن يضحي بكرامته ويرغم انفه في التراب وهذا ما تم الاتفاق عليه من كل قوى الحوار الوطني مشيرا الي ان السودان قدم شكره للدول التي ظلت تتخذ قرارا بدعم
السودان تقديرا لظروفه الاخيرة منها مساعدات من السعودية.
 
وقال الدرديري ان زيارة الرئيس البشير الي سوريا جاءت من باب ان السودان يتراس مجلس وزراء خارجية الجامعة العربية وان السودان تبنى مبادرة اعادة سوريا للجامعة العربية بغرض تقوية الجامعة وتعزيز دورها في سوريا بعد تراجع دور
العرب وظهور عدد من اللاعبين الدوليين وان موقف السودان لا يرتبط باي طرف من اطراف الازمة .
 
ونفى وزير الخارجية غياب السودان عن المشهد في ليبيا وقال ان السودان نظم مجموعة دول الجوار الافريقي التي تضمه مع ليبيا وتشاد والنيجر وعقد اجتماعات في انجمينا والخرطوم وقريبا يوم 21 فبراير في نيامي يضم وزراء الخارجية والداخلية
والدفاع والامن وان د.غسان سلامة الممثل الخاص للامم المتحدة بليبيا حضر اجتماع الخرطوم في 21 نوفمبر وهذا الموقف تبناه الاتحاد الافريقي وعقد اجتماع باديس ابابا وتم الاتفاق على جمع الفرقاء باثيوبيا.
 
واشار الوزير الي ان موقف السودان من ايران كان موقفا ضروريا وصحيحا وصائبا وقال نتمنى ان يقوم الاخوان في ايران باعتبارها دولة اسلامية مهمة وشريك في منظمة المؤتمر الاسلامي القيام بالاصلاح في وسطهم الاسلامي وسيكون السودان
من اكثر الناس سعادة مشيرا الي ان سياسة السودان الاستراتيجية هي تجنب المحاور تدريجيا.
 
واكد الوزير ان السودان يلعب دورا مهما وايجابي وبناء في سد النهضة بوجهة نظر تؤكد قيام السد ولا يلحق الضرر بالسودان ومصر مشيرا الي نجاح اجتماعات وزراء الخارجية والري. 
 
وقال ان تنقية الاجواء بين اثيوبيا وارتريا ومحاولت تنقيتها بين ارتريا وجيبوتي حرية بان يتجاوب السودان معها لذا جاءت مبادرة الرئيس البشير لفتح الحدود بين السودان والجارة ارتريا وجدد حرص السودان على تجاوز سحابة الصيف العابرة لتعود
الامور لمجاريها بما يحقق الاستقرار لمنطقة القرن الافريقي.
 
 وقال الوزير ان السودان يلعب دورا مهما في قضية الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر وان العملية الاساسية الافريقية في هذا تسمى عملية الخرطوم وان السودان منح خلال الاتحاد الافريقي المركز القاري للهجرة ليكون مقره بالخرطوم لتنسيق
الجهود بين اوروبا وافريقيا وانه سيكون نقطة مهمة في الحوار السوداني الاوروبي حين ينطلق.
 
واعلن الوزير ان قرار الرئيس البشير بتقليص البعثات الدبلوماسية لن يؤثر في انتشار السودان في الخارج وانه تم الابقاء على عدد من السفارات في مستوى سفير ودبلوماسي او سفير وملحق اداري رغم الظروف الاقتصادية.
 
وقال ان السلام في السودان يجد الاشادة من الخارج خاصة وان الرئيس البشير اعلن وقف اطلاق النار في كادوقلي بجنوب كردفان وعلى مدى سنتين لم تطلق رصاصة واحدة ووقفت الحرب كذلك المجتمع الدولي مهيا لسحب اليوناميد من دارفور في
30 يونيو 2020 كاملة بعد ان سحبت 50% وانه تم الاتفاق مع الفصائل المسلحة للحوار في الدوحة قريبا مشيرا الي ان الرئيس سفاكير ميارديت يدفع بهذا الحوار .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد