شوية غربلة فقط ..

mainThumb

25-02-2019 02:48 PM

الوضع يحتاج الى غربلة في كل نواحي حياتنا في المجتمع ، ونحن نعيش في فوضى وتراكمات ماضية أدت الى ما يشبه بالصراعات ما بين حقيقة تاريخ الماضي حينما يُقرأ ما بين السطور، وما بين ما يدون في حاضرنا لكن بدون كتب وورق لكن بصور استخدمت من آلة تصوير حديثة ، وبصراحة لا أعلم لماذا خطر في بالي ذلك الغربال الذي فقدناه في بيوتنا الحديثة  الذي استخدمته أجيالا السابقة منذ سنين حيث كانت تستخدمة بحرفية ومهارة عالية في تنخيل حبات القمح عن الزيوان والقش ، بل كان عبرة لمن كان يجعل من الغربال حكمة وقدوة الأمثال.

وبصراحة أكثر نحتاج لشبيه لذلك الغربال القديم  في حياتنا الآن ، لغربلة بعض الأصدقاء على سبيل المثال وحتى غربلة  المجتمع  لتصفية من الفتن وبؤر الفساد وايضا لتصفية الحقائق  وبعض الإشاعات التي تدور بيننا ، وحتى في أمورنا الإجتماعية وأكبر مثال في فصل أبنائنا عن المدمنين  المخدرات  وأيضا لزيادة الحرص في عدم التوجه الى الإنحطاط المجتمع وعزله من العادات السلبية،   وأيضا وكذلك غربلة ما يضخ لنا من معلومات  خاطئة تشوش فيها أفكارنا لنقع في جدال إلكتروني كل يوم  ، وغربلة تصريحات المسؤولين وتطابقها للواقع ، وما بين وصف  الإعلامي الدقيق لما يدور في وطننا من أحداث ، وما بين حقيقة فصل بعض الأسماء من قوائم الفساد ، وأيضا تشكيك بما نراه من واقع الإقتصادي فأعيننا ترى شيئا مختلفا عن نظرة الحكومة للمستجدات ، بل أيضا أذننا اصبحت أكثر إستماعا للأخبار المزعجة بل تعودت على ذلك، ولم نعد نقتنع بالمنصات والمضحك أننا اصبحنا ننتظر ببالغ الصبر على حدث يشغل فيه الرأي العام وعلى صعيد المحلي . 

وبعد كل ذلك الآن نشعر في حياتنا فوضى لا مثيل لها لأننا لم نتعلم الغربلة الصحيحة من ذلك الغربال الذي كان لا يخلى من البيوت القديمة والذي أيضا قلّة ما يُذكر والذي فيه رائحة القصص والحكايا والعبر وبعض من حبات القمح العالقة في آخر غربلة بل ربما كانت فيها نهاية قصة من الموسم الآخير ، وكأن الحكمة وضعت في ذلك الغربال لكن هل من مستفيد ؟ في حاضرنا قد توسعت العلاقات الإجتماعية  وأختلطت الناس مع بعضها وفتحت منابر حرية الشخصية ، لهكذا وجدنا الكثير من الخيبات وسوء الأختيار والنزاعات وتقلب المشاعر ، والغربال  الذي أخذنا بعضا من حكمته تركناه لزمنه القديم فالأغلب لا يهواه أن يرث غربال والده أو والدته مع أنه شاهدهم كثيرا عندما كان صغيرا ، حيث كانت الأم تهتم بكل حبة قمح بتصفيتها من القش لأنها تعلم ماذا ستأكل وماذا ستطعم ،وليأتي الأب يختار بعضا من القمح وهو يبتسم ويضعها في المزهرية لجمال الحب النقي ، ونحن للآن عاجزين على تصفية واقعنا بغربال التعقل والتفهم وقرأة الحقائق جيدا و تصفية الحقائق بل ما زلنا بعيدين عن موسم الغربلة لكثرة الحصاد، وأي حصاد إنه حصاد الفوضى الذي لا ينتهي .
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد