إصلاح التعليم .. المقدمة

mainThumb

02-03-2019 02:56 PM

 إن إصلاح التعليم بشقيه العام والعالي ضرورة وطنية ملحة وتتمركز حول إصلاح جميع العناصر المشاركة في العملية التعليمية من بنية تحتية ومنهاج دراسي ورفع لكفاءة المدرس وتحفيزه والتركيز على الطالب وجعله أكثر إهتماما وحبا للعلم والمعرفة من خلال تشجيعه وتحفيزه وبيان أهمية العلم والمعرفة له وللمجتمع من حوله.
 
إن بناء المجتمع يبدأ من بناء الإنسان وتسليحه بالعلم والمعرفة وفنون البحث والاستكشاف والتقصي والصبر على المشقة وزرع حب التجربة والمحاولة وإعادة المحاولة حتى تتحقق الأهداف المرجوة. فلا شيء يأتي بالسهل، وما أتى بالسهل يذهب سهلا، وهذا ينطبق على كل من الكسب المادي والمعرفي. إن زراعة التصميم والعناد وعدم الإستسلام في الجيل الناشئ، يؤدي الى تربية جيل قوي قادر على تخطي الصعاب والوصول الى بر الأمان وبالتالي الحصول على مجتمع قوي وقادر على الدفاع عن الحق وإستكشاف الطريق الأسلم والأفضل وأحيانا المختصر.
 
ما ينقصنا هو معاهد الدراسات الإستراتيجية التي تعد الخطط والبرامج من قبل المختصين والمعنيين، في حين يكون دور المسئول تنفيذي فقط ويترك له إختيار طريقة التنفيذ التي تتناسب مع شخصيته بحيث يصل الى الأهداف الموضوعة بأقل التكاليف وأفضل الطرق.
 
إن بقاء سياسة التطوير والتحديث مرتبطة بشخص المسئول جعلتنا نحوم ونتخبط في دائرة مغلقة، حيث تبنى السياسات والخطط من قبل المسئول الحالي والتي يشرع في تنفيذها وتنسف سريعا من قبل المسئول الذي يليه. ويبدأ بدوره بوضع خارطة طريق جديدة ينسفها من يلحق به، علما بأن سرعة التغيير والتحويل عالية جدا بسبب سرعة تغيير المسئولين والتي تعتبر قياسية وتتجاوز السرعات التقليدية التي يمكن قياسها أو التنبؤ بها.
 
والضريبة يدفعها الجميع حيث تكون التنمية بطيئة تدور حول نفسها وفي حلقة مغلقة وبدون تغذية راجعة وفي غياب القدرة على الاستمرارية وتصحيح للمسار تلقائيا وبحسب الظروف والمستجدات. 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد