في الطريق الى بلاد العم سام

mainThumb

05-03-2019 12:55 PM

ما ان غادرت مطار الملكة علياء في عمان الى باريس في الطريق الى اتلانتا  بالولايات المتحدة، حتى اخذتني الخواطر بعيدا الى السفر وفوائده كما يقال لكنني لم ارى في مطار شارل ديجول في باريس سوى اجسادا مهرولة تتحرك بسرعة تبحث عن البوابات للخروج والدخول  للولوج الى  المجهول  والمعلوم.
 
لا ادري، لكنها حركة يغلفها الصمت والقلق الى ان اهتديت بالتجربة والخطأ الى حيث اريد- تبعا لنظرية (كهلر)- وكانني اسافر لاول مرة. وما ان جلست برهن الانتظار حتى بدأت استرجع التاريخ لارى امامي الجنرال ديجول وهو يقاوم النازية في الحرب العالمية الثانية بعد ان استسلم الفرنسيون في اسابيع معدودة، وشكّل الجنرال ايفان حكومة  تتعاون مع الاحتلال النازي خلافا لايفان الروسي؛ الذي قاوم الغزو النازي لاربع سنين، وانتهى بالنصر في التاسع من ايار عام خمس وأربعين.
 
 وما ان صعدنا الطائرة المتوجهة  الى اتلانتا عابرين  للاطلسي، وتشاء الصدف ان يجلس بجانبي في الطائرة  رجل اميركي ضخم الجثة، وعلى غرار جماعة بناء الاجسام للاوزان المفتوحة وبما انه لدي الخبرة  المتواضعة في التعامل مع هذه النماذج الطيبة من خلال تعاملي  معهم في اتحاد بناء الأجسام، مع مجموعة من القامات الادارية والرياضية وتعلمت مداخل الحديث الى قلوبهم الطبية. وكالعادة بدأنا  بالحديث  عن الطقس ووجهتي إلى ولاية تنسي 
 
وانا اتحاور معه لفت نظري مجموعة الوشوم التى تتناثر على ساعده، وعلى العضدد ، والصدر، ومعظمها زواحف وتماسيح وافاعي، الا ما كان يغطي العضلة ذات الرأسين العضددية والذي كان يمثل،(لوجو الجامعة التي تخرج منها مايكل) .                    وهنا استرجعت من الذاكرة الطويلة المدى وشوم ايفان الروسي ممثللة في المنجل والشاكوش وصورة لينين على العضلة الدالية العظمى  في الكتف الايسر حكما، ولكني تذكرت ايضا كاركاتير ناجي العلي(حنظلة)في  القرن الماضي عندما طلبت منه رئاسة التحرير في جريدة الراي العام الكويتية تخفيف رسومات الكاريكاتير والتي تنتقد السياسات الامريكية في المنطقة فخرج لهم في اليوم التالي بكاريكاتير يحمل عنوانا(لعنة الله على جارة كندا)
                                                                                      
 
وبعد ان استسميته كالعادة العريبة في التعارف (بلا زغرة  من أين الخ وكما هو مخطوط في هوية الاحوال) حيث تجرأت بالسؤال عن الولاية التي ينتمي اليها ومكان السكن والولادة على اعتبار انني مسكون بالجغرافيا السكانية وبمفاتيح التعارف وسط دهشته من الاسئلة واجاب انه لا يتذكر ذلك جيدا في اجابة مقتضبة تنم عن رغبة في عدم طرح هكذا اسئلة فكيف لو اسعفتني الجرأة بالسؤال عن القبيلة التي ينتمي اليها وما علاقة جذورها بالهنود الحمر (وصولا الى نتائج فحوص(DNA)فانني اجزم انه بالحد الادنى سيطلب من طاقم الطائرة تغيير مقعده وبدأ يجاملني وسألني عن وجهتي الاولى فاجبته الى مدينة تشاتانوغا في ولاية تنسي وكان صبورا في الاستماع الى انجليزيتي المتواضعة مع لكنة تغلفها الروسية  اللغة التي ازعم اني اتقنها  وقد شجعني على التوغل في التعرف على تاريخ المدينة التي تعتبر من المدن الرئيسية للهنود الحمر في حقبة الحرب الاهلية الاميريكية فوعدته بذلك وساسرد لمن يرغب في متابعة يوميات العم سام ولن اغضب ابدا لو كانوا بعدد اصابع اليد الواحدة مع خالص تحياتي من تشاتانوغا ؟؟؟؟
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد