حدثونا من نحن؟

mainThumb

08-03-2019 08:46 PM

في ما بين الشك والإطمئنان أردت أن اكتب عن من نحن ولأجل نذكركم بنا، بل لنساعدكم على التعرف علينا من جديد ، فمنذ سنوات بدأت تتغير معالم ملامحنا نحن الشعب الأردني ، الذي يفتخر به في كل أنحاء العالم بشهامته وطيبته ، لكن وقفنا كثيرا لعدة مرات أمام مشاهدات رأيناها بأعيننا، وكنّا نتجاهلها ونحن نضع أيدينا على أعيننا لنقول ليس هذا في الأردن ، فدافعنا عن الرجال والنساء الذين يختارون الحاويات في البحث عن بقايا الطعام ولأجل أن يعيشوا بإطار الستر والرضا فقط لنعذرهم، وكنا نغضب و نقول أبدا أليس هذا الشعب الأردني أمام غرباء هذا الوطن لخجلنا من الظروف الإقتصادية ، ولأن الشعب غني النفس وكريم الطبع والذي تنبع أصالته منذ عهود الماضية لا يقبل التهاون في تقديم الأفضل للمحتاجين والضيوف وعابري السبيل ، وأحيانا قد يقبل أن ينام بدون عشاء ولا تأخذه نفسه بطلب الحاجة ، بل وقد سمعتها من أناس كثر آخرون لديهم الغيرة القوية بالدفاع عن هذه الفئة، فئة الفقراء، وما أكثرهم في وطننا، لأنه لا يجرأ عليهم أحد من المقتدرين ماليا ليعيبهم أو لتصبح صورهم مادة متداولة اعلاميا داخل وخارج الأردن . 
 
ومرّت بعدها سنين قلائل ليقال عنا من المسؤولين الأخوة من خارج الأردن أننا شعب جائع فصعب علينا الغريب بل خجلنا من أنفسنا وقلنا لسنا نحن بجائعين ولكن لم يصعب علينا مسؤول القريب أو لينظر بعين الاعتبار هذه الكلمة الجارحة حتى لو كانت بنية صافية، لكن لتكون حافزة لتحسين صورة الأردنيين أمام العالم ، بل يزداد الوضع تألما من واقع فيه جمع شباب الأردن كلها من شمالها لجنوبها على باب ديوان الملكي رغم البرد القارص والتعب من رحلة السير على الأقدام ووجوههم شحبت من قلة النوم والمرض، وليعطى اليهم بعضا من الصبر على جرعات التفاؤل ليجد أحلامهم في ملفات تحمل طلباتهم مع صورهم في الحاويات .
 
ولأجل أن تعرفونا أكثر ، من قال أننا لا نتأثر نفسيا من ردة فعل الحكومة والتهاون في طلبات الشباب كما تأثر نفسيا ممن سرب تعيينهم مؤخرا، بل يزداد قهرا للجميع بدون استئذان حيث كلاهما تم تصويرهم من قبل القنوات وبثت وشاهدها الجميع للننصدم أن فيديو أحدهم ممن سرب قرار تعيينه أثّر على المسؤولين عاطفيا أكثر من الشباب المنتظرين الوظائف بل النائمين تحت الجسور وعلى باب الديوان.
 
 وأخيرا اشتدي يا أزمة تنفرجي ، ليركض المسؤولين في الجنوب وقريبا في الشمال ليرقع ما مزقه الزمان من خطط قديمة باستحداثها على نهج السرعة ، وتراجعت فيه مؤشرات النمو الاقتصادي لتقل فرص العمل ، لتخاطب القطاع الخاص في خلق الوظيفي بشكل السرعة حتى لو كان مجرد فقط لمليء طلبات الوظائف ، لينال رضاهم وليرفع العتب عليهم ، لأعود أقول حافظوا على فئة الشباب جيل اليوم ليستعدوا ما بعد ذلك في تهيئة الظروف لأجيال القادمة ، وأن التراكمات السلبية من الفساد والتي طغت في تفكيك إقتصاد هذا الوطن يجب أن لا ترحل في الأعوام القادمة و لابد من أخذ اعتبار الامان الاقتصادي بشكل رئيسي لتخفيف عبء البطالة والاقتصاد بشكل العام ، ملامحنا تتغير للأسوأ والصورة المشرقة غبشت واصبحت غير جميلة ... هل عرفتونا من نحن ؟
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد