هكذا يعبر الأطفال عن الخوف

mainThumb

10-03-2019 02:54 PM

السوسنة - ما بين 8% و25% من الأطفال الذين يعانون آلاما دائمة في المعدة، مصابون في الحقيقة بما يسمى بـ"ألم البطن الوظيفي"، وذلك وفقا لـ"سي بي إس نيوز".

 
وغالبا ما يكون الجهاز الهضمي لدى الأطفال على أحسن ما يرام، دون ملاحظة إصابة أو عوارض مرض، عندما يقولون إنهم "يشعرون بآلام في البطن". لكن ذلك لا يعني أن الطفل يكذب، وإنما يشير إلى أن مصدر الألم ليس البطن؛ وذلك وفقا للكاتبة "آمبر تي" في تقريرها الذي نشرته مجلة "سانتي بلوس" الفرنسية.
 
فالعديد من الأطفال ينتابهم ألم في البطن خلال يومهم الأول في المدرسة، أو قبل إجراء اختبار أو المشاركة في حدث مهم. ويعود ذلك أساسا إلى أن الطفل يفسر القلق الذي ينتابه على أنه إحساس بألم في البطن.
 
ووفقا للدكتورة الأميركية إيفا سيغيثي، فإن آلام البطن من أهم الأسباب وأكثرها شيوعا التي يتذرع بها الأطفال والمراهقون لعدم الذهاب إلى المدرسة، قبل أن يجدوا أنفسهم في عيادة طبيب الأطفال.
 
 
المعدة هي الدماغ الثاني
وعند فحص الأحشاء يمكن اكتشاف نظام بيئي كامل من البكتيريا وشبكة كبيرة من الخلايا العصبية التي تعمل ضمن هذا النظام المخفي. ويعتبر الجهاز العصبي المعوي بمثابة شبكة من الخلايا العصبية التي تشكل بذاتها نوعا من الشبكات التي تغطي الجهاز الهضمي بأكمله.
 
وتقف هذه الشبكة وراء الشعور بدغدغات عصبية أو الإحساس بوجود ثقب في المعدة كردة فعل على التوتر النفسي؛ وتعد المعدة بالأحرى بمثابة موطن آخر للتعبير عن عواطفنا.
 
ونبّه البروفيسور مايكل غيرشون من جامعة كولومبيا إلى أن "المعدة أشبه بدماغنا الثاني"، ولهذا السبب يمكن للغضب أو القلق الذي ينتاب أطفالنا أن يولد لديهم إحساسا بالألم في منطقة البطن.
 
 
انعكاسات
ووفقا لدراسة نشرت مؤخرا في مجلة "بيدياتريك"، فإن قرابة 51% من الذين عانوا من آلام في البطن خلال طفولتهم، تسبب لهم ذلك في الإحساس بنوع من اضطراب القلق خلال مراحل متقدمة في حياتهم.
 
وذكرت الأستاذة لين والكر من جامعة فاندربيلت الأميركية أن الذين أجريت عليهم الدراسة -وتحديدا الذين عانوا من آلام في المعدة خلال طفولتهم- تواصل إحساسهم باضطراب القلق بعد مرور أكثر من عشر سنوات، على الرغم من أنه لم يعد هناك علاقة بين إحساسهم بالقلق وبين آلام المعدة.
 
كما توصل الباحثون إلى أن 40% من الذين تم استجوابهم قد اعترفوا بأنهم عانوا من آلام في البطن خلال طفولتهم، وتواصل شعورهم بحالة من الاكتئاب خلال بلوغهم سن الرشد.
 
 
كيف يتصرف الوالدان؟ 
ويجب على الوالدين إيلاء اهتمام خاص بشكوى الطفل من إحساسه بالألم، وحتى لو استبعد الوالدان إمكانية وجود آلام جسدية، فإنه يجب عليهما ألا يظنا أن طفلهما يتظاهر بالأوجاع. وفي هذه الحالة يوصي الأطباء بإرسال الطفل إلى المدرسة وتشجيعه على مواصلة أنشطته المعتادة حتى وهو يحس بالألم، لأن تراجع تفاعله الاجتماعي قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة على المدى الطويل.
 
ووفقا للأستاذة المشاركة في كلية الطب بجامعة كارولينا الشمالية ميراندا فان تيلبورغ، فإن على الآباء ألا ينتابهم الذعر إذا تحدث لهم الطبيب عن معاناة طفلهما من القلق، ويكتفوا فقط باستشارة أخصائي في الصحة العقلية، فالأمر ليس خطيرا.
 
وهناك طرق أخرى لمساعدة طفلك على الحد من حالة القلق التي تنتابه، ويعتبر التنفس بصفة جيدة مهما جدا في هذه الحالات.
 
وعلى الأهل أن يطلبوا من الطفل أن يتعود على التنفس بعمق عن طريق رفع وخفض معدته، مما سيقلل من إحساسه بالضغط في بطنه ويحسن نشاط الحجاب الحاجز.
 
أما على المدى الطويل، فيجب على الوالدين أن يتأكدا من أن طفلهما يتناول طعاما صحيا ومتوازنا، وينام ساعات كافية ويمارس الأنشطة البدنية بصفة منتظمة، فضلا عن الاسترخاء.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد