مجرم نيوزلندا في كتاب معلوف - هدى الحنايفة

mainThumb

17-03-2019 12:07 PM

كل سطر في كتابه يكشف ملامحه، اختتم أمين معلوف "الهويات القاتلة " داعيا العالم للعمل على تصحيحات ؛ لتنقية الأجواء الإجتماعية والفكرية لترويض وحش الهوية الإنتمائية والعرقية، ما دعا إليه معلوف  لو  تبناه سياسيو العالم بحق، أصحاب القرار أعني ممن يتغنوا على منصة الأممية بالسلام لحدث تغيير حد من  التطرف،  لعرفوا  كيف تلين الحجر ، لكن في  بعض الرسمي الغربي  خطاب موارب  يبث فائض من بغض لا يفوت  أعمى ولا أصم  ... خطاب لم يرعى بعد  خطاب غير عادل! لأكون عادلة في الحكم  يقابله  في الشرق  بعض رهط  على جهل يعزز هذره . 
 
أسال نفسي وكل حر يسأل شأن عالمه،  فرسم خط تاريخي زمني ملطخ بالدماء من تاريخ الحروب والمجازر نتاج عنصرية وارهاب فكري ايدولوجي مقيت لا يكاد يترك بقعة من بقاع الأرض آمنة ، لا يدعوا للتفاؤل ! لأننا نعلم أن التاريخ قاسي. مرغما يحمل المرء ارثه أحيانا ، محاكم التفتيش  في اوروبا  مثلا ،  من ينسى!  -  وخير من وصف وحشيتها الروائي واسيني الاعرج  في البيت الأندلسي – حربان عالميتان وقنبلة هيروشيما .مجزرة  صبرا وشاتيلا شارلي ابدو... أبشعها ما هو متكرر من اعتداءات على  دور العبادة . منينا بالكثير . آخرها عصابة،  الله وحده يعلم سرها فيما  أفسدت ، وفوق هذا  كله ما ألهم عبدة التطبيقات السوداء لشيء جديد من ألعاب  الكترونية  وظف فيها  القتل شهوة،  شحنة بغضاء ، تعدها ساعة لهو فتسلب إرادتك على غفلة ! 
 
أخبار تمجها الأسماع بين ألف خبر وخبر لا يكاد يسرق فيها خبر! توقف   بالأمس الخط على  حادثة نيوزلاندا  أعاد للواجهة ذات الهم ، وأظن دربه  ممهد  للمزيد على ما نحن عليه ، توقفه ردّني لتجربة تدريس التاريخ . حيث كنت أحاول  فك بعض اللبس من  نصوص يؤسس فهمها لعداء أمة ما، لأجل مجرم أو حادثة منفردة، فعملت وايماني بأنه " سيرى الله أعمالكم"  ؛ لأساهم في التآلف الإنساني ونبذ العنف ولو بكلمة، ليفهم جيل أننا في نظام جيوبليتكي واجتماعي سياسي يفترض أن يكون  متناغم شرق وغرب . مقبولة فيه الغيرة الحميدة المبنية على التنافس العادل ، ومنكر كل من  يتبع أهواء ضالة  لإقصاء الآخر ، ولا أنكر أن مضمون رسالة عمَّان اسعفني في ذلك،  يكفي ان تلفت نظر الجيل اليوم لصغائر أمور تنمي الكراهية ؛ ليهذبوا ممارساتهم تجنبا  لكبائرها ،كبائر تردنا جاهليين اكثر من الجاهلية ذاتها! 
 
صدى الحادثة الأخيرة مؤلم،  ليتأمل أحدنا مجرم  كرايست تشيرش  فيما  لو  لامست الإيجابية قلبه صغيرا في بيئته ، مدرسته وجامعته ومعبده ، لما كان بهذه الوحشية،  لما طبع على سلاحه أسماء مجرمي مجازر راح ضحيتها أبرياء! اتمنى لنداءات التعايش ان تحد من هذه العينة ، ولتحالفات الحرب على الإرهاب  رؤية معززة للسلام قبل أن تهدر وقتها فتبدوا كمن  يروي الشوك  بدل اقتلاعه!   
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد