عمر أبو ليلى

mainThumb

21-03-2019 11:59 AM

 لم يكن الشهيد. عمر أبو ليلى، أول الشهداء على أرض فلسطين الحبيبة؛ ولن يكون الأخير. لنتأكد من ذلك جيداً. الأم الفلسطينية لم ولن يُصيبها العُقم يوماً، وستبقى تلد الأبطال؛ ما دام الصراع مع العدو الصهيوني قائماً. هي نذرتهم لتراب فلسطين الطاهر؛ منذ مخاضها وطلقاتها الأولى بهم.

 
عمر أبو ليلي. مثله مثل أي شاب عربي، كانت له طموحات وكان يُشغل باله مستقبله؛ ويفكر به. ربما كانت له حبيبة، وهاتف حديث يراسلها من خلاله، وربما حدث خلاف بينهم يوماً، فعادت تراضيه أو يراضيها. وربما إتفقوا على الزواج وعدد الأبناء، واختاروا الإسم لإبنهم أو إبنتهم الأولى. هو إرتدى بنطلون ممزق، كما شاهدته في بعض الصور المنشورة له، على مواقع التواصل الإجتماعي. هو كان سعيد بوسامته، وطلته البهية. إذاً هو لا يختلف شكلاً وحياةً؛ عن الكثير من أبنائنا. ويمكن أن نصفه، بلغة الجيل. فايع، مزز، كيووت.
 
لا تهمنى الصورة، الظاهرة في العادة. بل ما خلفها. وما تُخفيه من أمور جعلت مثل هذا الشاب يُقدم على ما قام به. يَعجز الكبار، عن الإيتاء بمثله. من هنا يجب علينا، اخذ الدروس والعبر، من حُسن صنيعه. وأن لا نكتفي بالنواح والبكاء عليه. هو إرتقى إلى مرتبة الشهداء والأبطال، ونغبطه على هذه الدرجة العالية، والتي لا ينالها إلا من صدق الوعد مع الله أولاً، ونفسه ثانياً. وهو من سبقه من الشهداء، على أرض فلسطين. أكرم منا جميعاً. ويجب أن نبكي على حالنا. وحياتنا التي نحياها بالذل وضيق ذات اليد. نموت بعدها على طريق الشمال والجنوب، أو في مُنهل للمجاري، أو تدسونا عجلات السيارات. وإن كانت حظوظنا قوية. سنموت الموت الرباني الطبيعي، من القهر والفقر. يُطلقون علينا في إعلانات النعي والوفاة. لقب الشهيد. والفرق كبير بين الشهادتين.
 
حادثة وحياة، عمر أبو ليلى. يجب أن تخضع للدراسة والتحليل العميق، للبحث في الجينات التي ورثها؛ من والده وأجداده. ويجب البحث في نوعية الحليب الذي غُذي به. وإن كنت أعتقد. والإعتقاد هنا ليس شكاً إنما يقين. أن جميع الإخوة في فلسطين . رجالها ونسائها، جيناتهم واحدة. عناصرها. طهر ماء السماء وخصوبة أرضهم الطيبة الكريمة. وشبابهم هم البذور. إن دفنتهم في الأرض سينبتون أشجار عز، وقوة وإباء. وسيبقون الشوكة في حلق الغاصب. ومن ساندهم من الخونة والمتآمرين، من أبناء جلدتنا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد