من اجل ليبيا

mainThumb

08-04-2019 01:30 PM

عندما اندلعت الثورة في ليبيا كان هناك توافقا مبدئيا على التخلص من النظام بين مختلف الشرائح السياسية والثقافية والاجتماعية  وهذا  فسر سبب لجوء النظام السابق  الاعتماد على المرتزقة  أو ما أطلق علية نظام الكتائب، ولعل اول من ساهم  في توعية العقل الليبي  بأهمية التغيير  المشير خليفة حفتر  ولقد وضع رؤيته لعملية التغيير  في ليبيا منذ عام1995 ضمن عنصرين رئيسين:
 
التغيير لن يكون الا بالوسائل العسكرية 
 
البدء بالعملية السياسية 
 
ان هذه الاستراتيجية  في التغيير تحتاج الى مراجعه وفهم دقيق لانها تنطبق على الحالة في ليبيا حيث تشهد الدولة الليبية في الغرب اشتباكات بين جماعات متناحرة تتقاتل على السلطة وأموال الدولة وهو مشهد يتكرر يوميا  في ليبيا منذ الإطاحة بنظام  بمعمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الاطلسي عام 2012.
 
حكومة ما يسمى الوفاق الدولي  والمعترف بها  دوليا والمسؤولة رسميا عن ليبيا
 
لا تسيطر بالكامل حتى على العاصمة و أنحاء عديدة من طرابلس اليوم بما في ذلك منطقة مطار طرابلس الدولي التي أغلقت عام 2014 بسبب القتال بين الميليشيات. مما اثار التوترات الأمنية في غرب ليبيا مع استمرار الصراع الخفي بين هذه الفصائل  حيث تعجز حكومة" طرابلس " الحالية عن وضع حد لانفلات السلاح .. ناهيك أيضا عن المشاكل الاقتصادية الحادة على ضوء أزمة السيولة النقدية التى ألقت بظلالها الثقيلة على الوضع المعيشي لليبيين.
 
لقد عملت المليشيات المسلحة  على كسر حظر السلاح المفروض على ليبيا لاجل استمرارً دعم حالة عدم الاستقرار من خلال إصرار بعض الدول  التى تعبث بامن ليبيا على تسليح الميليشيات التي تعمل على استمرار تأزيم واشعال نار الفتنه والصراع    و وتأجيج نار الفوضى في ليبيا عبر دعم هذه الميليشيات المسلحة بالعتاد لتقويض استقرار ليبيا، ان  مئات المقاتلين من تنظيم داعش ومن جنسيات مختلفة ينتقلون من سوريا نحو ليبيا لدعم مليشيات مختلفة محسوبة على داعش والقاعدة وجماعات الإخوان وفقط نظرة واحدة كفيلة  بمعرفة المجموعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق الوطني وهي  كل من: «ثوار ليبيا، ولواء النواصي، وقوة الردع والتدخل المشتركة محور أبو سليم، وميليشيا باب تاجوراء.
 
وتنتشر ايضا  الجماعات من "البنيان المرصوص" و"ميليشيات طرابلس" و"اللواء السابع" ويعلن كل منها أنها جيش والواقع  لا توجد شرعية محددة للسلاح يمكن من خلالها الفصل بين العسكريين وغيرهم، غير انه يمكن القول أن الجيش العربي الليبي  هو الطرف الأقرب لمفهوم الشرعية
 
 كما ان النظام الامني في ليبيا  لا زال  نظام هجين غريب الاطوار فالجيش في طرابلس  والشرطة تعمل بتنسيق فضفاض ومشبوه في الغالب مع جماعات مسلحة "غير رسمية" تخضع اسمياً لأوامر الداخلية او رئيس مجلس الدولة  وتفوم بالاستحواذ على عمليات التهريب في البلاد، أو الاستيلاء على الأصول الاستراتيجية مثل نقاط التفتيش الحدودية ومرافق النفط ومستودعات الأسلحة والموانئ، وربما الأهم من ذلك، المطارات.
 
ينطبق هذا الأمر بصورة خاصة على جماعات الزنتان ومصراتة المسلحة التي التي اشتهرت بنهب العاصمة اقتصادياً. لقد سعت الدول الغربية بعد سقوط النظام إلى بناء جيش وامن  قوي لكن ذلك اثار غضب مئات الميليشيات المستقلة المنتشرة في أنحاء ليبيا ، والذين لا يتلقون أوامرهم من الحكومة المركزية في طرابلس . مثل وحدات المليشيات، كتلك الموجودة في مدن مصراته والزنتان الواقعتين في غرب ليبي, 
 
وأمام هذه الفوضى المريبة في المشهد الليبي قام الجيش العربي الليبي  بعملية  "لبيك طرابلس" لوضع حد لهذه الفوضى التي تعاني منها البلاد والعباد  منذ سنوات ،فالمشير خليفه حفتر  قائد الجيش الليبي  أعلن في عدة مناسبات ان غايته ليست افتكاك مقاليد السلطة  او السيطرة على مفاصل الدولة ،بل هدفه تطهير البلاد من الميليشيات التي حولت حياة الليبيين الى كابوس مرعب وصلت الى حد قيام بعض زعماء تلك الميليشيات بفرض اتاوات على المواطنين واجبار اصحاب المحلات  في طرابلس وبعض المدن الليبية على دفع «الجزية "واجبار المسؤولين في طرابلس على تنفيذ اجندتهم  ....ناهيك عن سيطرتهم على الموارد الماليه للدولة .
 
أن الحل العسكري أصبح ضرورة  ماسه بسبب عربدة هذه  الميليشيات المتحكمة في المشهد السياسي الليبي وبعد ان تعب المواطن الليبي  و ادرك  ان كل المحاولات الاممية  فشلت  الان  بدءا من الصخيرات وباريس وباليرمو  ,لم تؤت أكلها حتى الآن ولم تستطع إيقاف الأزمة الليبية المستمرة لسنوات. بعد ان تم تهجير اكثر من ثلاثة ملايين ليبي و سعى هذه المليشيات  الى قيادة الوطن الى حافة الهاوية .
 
لقد وصل السيل الزبى.و ان الاوان لا عادة  هيبة الدولة  واعادة الامن والامان الى المواطن الليبي ... ليبيا الشقيقه  تستحق الحياة الكريمة والحرية والكرامة وللجيش العربي الليبي كل التحية ولشهدائه الرحمة والجنة ولجرحاه الشفاء العاجل باذن الله .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد