دولة الرئيس: صحتين وعافية

mainThumb

30-04-2019 11:43 AM

  عالم هندي قال يوماً: المرعى اخضر ولكن العنز مريضة!
 
دولة الرئيس: في البداية أعتذر لك، والإعتذار قليل عن المئات ممن تصحرت قلوبهم، وفسدت اخلاقهم، وتلوثت فطرتهم، وشذت طبائعهم عن النهج الذي تربينا عليه بقيامهم بنشر صورة لك، وتداولها على مواقع التواصل الإجتماعي، وأنت تتناول الطعام في بيت مستضيفك. ولا أعلم للآن إن كانت حقيقية، أم هي من خدع الفوتوشوب. والتي كان الهدف، من وراء نشرها هو الاستهزاء والتشهير بك. وهذا للأمانة، مما أثار استياء غالبية الشعب الأردني. والذي ما زال يتمسك بثوابته الاخلاقية، وعاداته وتقاليده، والتي تربى عليها، وسيورثها لمن بعده.
 
دولة الرئيس: يقول الخليفة العباسي أبو المظفر (المستنجد بالله) عيرتني بالشيب وهو وقار ... ليتها عيرت بما هو عار! هم يا سيدي. عيروك بما ليس هو عار. ولا يجب أن تخجل منه. أنا مثلك للآن لا استطيع تناول، الأكلة الشعبية الأولى، في الأردن (المنسف) إلا بالملعقة. وفي المرات التي أحاول بها، تناوله بيدي تبوء جميع محاولاتي بالفشل، وأعان الله من يكون بجانبي على المائدة، من حبات الرز التي تتطاير من يدي وفمي على ملابسه.
 
دولة الرئيس: بكل صدق وأمانة، وبدون نفاق أقول لكم: أن الشعب الأردني، وبكل مكوناته واطيافه يجمع أنك رجل نظيف، ولم تتلوث يدك بالمال العالم، ولا يمكن بأي حال من الأحوال؛ ان تحوم حولك الشكوك وحتى المشتبهات، كما يُجمع الجميع على طهارة قلبك، ونقاء سريرتك، وسعة إطلاعك وثقافتك، والتي إكتسبتها من فكر والدكم القومي، واخيكم صديقي مؤنس رحمهما الله.
 
دولة الرئيس: تأكد جيداً نحن في الأردن الآن لسنا بحاجة إلى بناء الجسور ولا تشييد السدود، أو العمائر نحن الآن بحاجة، إلى اعادة ثقة المواطن بحكومته، هذه الثقة، التي تلاشت بفعل قرارات الحكومات المتعاقبة، وحكومتك، بإفقار وتجويع الشعب، وإيصاله إلى الاستجداء وإيصاله إلى الإحباط، والذي منه يتولد العدوان، وهذا ما لا نريده بعد أن عجزت عن تحسين أحواله وظروف معيشته من خلال إيجاد الحلول الناجحة، من أجل الخروج من هذه الأزمة الإقتصادية، والتي نمر بها جميعاً. سواءاً كنا شعباً أو حكومة. ليكون هدفكم ومن سبقكم. هو جيب المواطن المثقوب. والذي ما عاد يجدي معه الرتق.
 
دولة الرئيس: هل تعلم ما هو عار الحكومات في الأردن؟ عارها هو: أن يموت أبنائها الشرفاء جوعاً، عارها أن يبكي أبنائها الشرفاء قهراً، عارها صبية تعمل في مؤسسة خاصة، أو مكتب مغلق، مع مدير لا يخاف الله، ولا يحمل ضميراً ولا ذمة، مقابل مائة وخمسون دينار، تفقد معه الحرة أعز ما تملك، وتقدمه قرباناً لمديرها ليرضى عنها، مقابل الفتات التي تحصل عليه، عند كل اخر شهر. تسد به عوزة والدها المقعد، وأفواه اخوتها. عار الحكومات في الأردن: هو ما أوصلتنا إليه، من ذُلٍ وجوع وفقر. عار الحكومات في الأردن: هو أنها عار لنا. وعار علينا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد